تنتظر بيروت في الساعات القليلة القادمة وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان مع تساؤلات حول هدف الزيارة، بما أن باريس شهدت مؤخرًا سلسلة من اللقاءات التي اختتمت بلقاء بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وتم الإعلان عن تفاهم مبدئي لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية أمريكية وقطرية وربما مصرية. تتساءل الأوساط اللبنانية عن الأهداف والمحتوى الدقيق لزيارة لودريان خلال هذا الوقت.
ومن المعلومات المتاحة، لم يتم الكشف عن ما إذا كانت التحضيرات الفرنسية قد تناولت الوضع في لبنان قبيل وصول لودريان إلى بيروت. يعقد قمة أمريكية-فرنسية مقررة في يونيو المقبل في شمال فرنسا، ومن المتوقع أن تكون الأزمة اللبنانية موضوع مناقشة في هذه القمة. تشهد الجهود الدولية والعربية لتجاوز أزمة انتخاب رئيس لبنان تحسنًا رغم التحديات، قبل بدء العالم بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.
مع عودة الحديث إلى زيارة لودريان، تشير المصادر إلى أن القادة اللبنانيين لا يعتبرونها مبادرة جديدة، ولكن الأجواء الإيجابية التي تميزت بها العلاقات الفرنسية ستسهل التناول للأوضاع اللبنانية بدءًا من انتخاب رئيس وصولًا إلى تطبيق القرارات الدولية. هناك تلميحات حول دعوة فرنسية للأطراف اللبنانية لجلسة حوار مشتركة، خاصة بما أنهم يرفضون اللقاءات في لبنان.
من الجدير بالذكر أن الزيارة تأتي بالتزامن مع استعداد باريس لقمة مع الرؤساء الأمريكي والفلسطيني في يونيو. يحاول المسؤولون الفرنسيون تحقيق تقدم في ملفات الإنسانية والاقتصادية والأمنية في لبنان خلال هذه الزيارة، وقد تسهم هذه الجهود في تخفيف الأزمة السياسية والاقتصادية التي يعاني منها لبنان منذ فترة طويلة.
تسعى فرنسا إلى دعم جهود تشكيل الحكومة اللبنانية وتطبيق الإصلاحات اللازمة للتخفيف من آثار الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد. كما تهدف الزيارة إلى تعزيز التعاون بين فرنسا ولبنان في مجالات الأمن والتبادل الثقافي وتعزيز القدرات العسكرية. من المتوقع أن تكون زيارة لودريان فرصة للتشاور والتعاون الثنائي لدعم استقرار لبنان وتعزيز علاقاته مع فرنسا في المستقبل.














