حذر مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فابريزيو كاربوني، من أن إجلاء أكثر من مليون مدني من رفح في قطاع غزة “غير ممكن”، حيث تهدد إسرائيل بشن هجوم بري على المدينة. وقال كاربوني إن اللجنة لم ترَ خطة إجلاء للمدنيين من رفح، التي تضيق بأكثر من مليون ونصف مليون شخص يعانون من ظروف إنسانية صعبة جراء القصف الإسرائيلي. الدمار الهائل يجعل من الصعب تحديد مكان مناسب لنقل المدنيين إليه، وأي عملية عسكرية في رفح قد تؤدي إلى تداعيات إنسانية كارثية للنازحين المتعبين والمصابين.
صحيفة وول ستريت جورنال تقول إن إسرائيل تستعد لإجلاء المدنيين من رفح لمدينة خان يونس، حيث ستبني ملاجئ. وفقًا لتصريحات المسؤولين، العملية المتوقعة في رفح ستستمر بين أسبوعين و3 أسابيع، لكنها قد تستمر لفترة أطول من المتوقع. الغارات الإسرائيلية مستمرة على المنازل التي تؤوي النازحين، مما يزيد من معاناتهم ويزيد من تدهور الوضع الإنساني.
أكد الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، يان إيغلاند، أن رفح أصبحت أكبر مخيم للنازحين في العالم، وأن الهجوم عليها سيكون وضعًا مخيفًا. لم تحصل المنظمات الإغاثية على أي معلومات بشأن عملية إجلاء للمدنيين، ولا يوجد مكان آمن في غزة، حيث يعود الناس إلى الركام والعبوات غير المنفجرة والقصف في حال مغادرتهم رفح. القلق متزايد حيال عدم وجود خطة واضحة لإيصال المساعدات إلى النازحين.
بينما يقول المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية إنه لا توجد مؤشرات على بدء عمليات برية كبرى في رفح في الوقت الحالي، تجددت مصر رفضها التام لاجتياح المدينة. الرئيس الإسرائيلي نتنياهو يبدو مصممًا على شن هجوم على رفح، لكن لا توجد خطة واضحة بشأن وجهة المدنيين أو كيفية إيصال المساعدات لهم. تزايدت المخاوف بسبب نقص الموارد والوقود لدى المؤسسات الإغاثية، ما يعمق أوضاع النازحين ويعرضهم للمزيد من المعاناة.
في ظل استمرار القصف الإسرائيلي على رفح وتهديدات الهجوم البري، تبدو معاناة النازحين والسكان مقلقة. يجب وضع إجراءات وخطط واضحة لإجلاء السكان بأمان وضمان وصول المساعدات الإنسانية لهم. كما يلزم التعاون بين الجهات المعنية لتحسين الوضع الإنساني وتقديم الدعم اللازم للمدنيين الذين يعانون جراء النزاع المستمر في غزة. هذا ما ينبغي أن يكون أولوية للمجتمع الدولي للمساعدة في وقف الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة.
