بدأت قضية اللاجئين السوريين في لبنان تعود إلى الواجهة مرة أخرى كأحد أولويات الحكومة اللبنانية، حيث قال رئيس الوزراء نجيب ميقاتي إنه يرغب في تسريع عمليات عودة اللاجئين إلى سوريا بعد اندلاع موجة من التوترات. هذه التوترات بدأت بعد اختطاف وقتل مسؤول محلي في حزب القوات اللبنانية في منطقة جبيل، ونسب الجيش اللبناني الحادث إلى عصابة سورية، مما أدى إلى تصاعد حالات العنف ضد السوريين في الشوارع.
تعرض السوريون في مناطق مختلفة من لبنان للضرب والاعتداء، خاصة على يد أنصار هذه المجموعة المسيحية التي تطالب بطرد السوريين من البلاد. ونقلت صحيفة لوموند عن مواطن سوري يعيش في لبنان منذ سنوات قليلة، يقول إن السوريين يواجهون ضغوطًا كبيرة في المناطق المسيحية، حيث فروا إليها هربًا من القصف في سوريا. هذا التوتر المتزايد ضد اللاجئين السوريين تزامن مع الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها لبنان، والتي أدت إلى زيادة الضغوط على المجتمعات المضيفة.
وحسب الصحيفة، تشهد لبنان تصاعدًا في حالات العداء تجاه السوريين منذ بداية الأزمة الاقتصادية السابقة التي أدت إلى فقر غير مسبوق وزيادة في أعداد اللاجئين. يعتبر رمزي قيس، باحث في مجال حقوق الإنسان، أن السلطات اللبنانية يجري التعامل مع اللاجئين السوريين على أنهم عدوى تهدد الأمن والاستقرار في البلاد، ما تسبب في تصاعد التوترات وحدوث حوادث عنف ضد السوريين.
ويرى السوري عاطف، الذي يعمل بواب في لبنان منذ بداية الحرب في بلاده، أنه يجب عليه أن يكون على استعداد للفرار في أي وقت في حال تصاعد الأوضاع في لبنان، وذلك نتيجة الأجواء المنقسمة والتوترات الدائمة في المنطقة. وقد أدى مناخ الحرب في غزة وعدم التوصل إلى حل سياسي في سوريا إلى توترات إقليمية تؤثر على حياة السوريين في لبنان وتجبر البعض على التفكير في العودة إلى بلادهم رغم الظروف الصعبة.
في النهاية، يبقى الوضع الإنساني للسوريين في لبنان مأساويًا، حيث يواجهون التمييز والعنصرية والضغوط المستمرة من المجتمع المضيف. يجد الكثيرون أنفسهم في مواجهة مأساة جديدة بعد تجربة الحروب والنزوح، ولا يبدو أن هناك حلول قريبة لهذه الأوضاع. يبقى على المجتمع الدولي والحكومة اللبنانية أن يبذلوا مزيدًا من الجهود لحماية حقوق اللاجئين وتوفير بيئة آمنة ومستقرة لهم في لبنان.