استأنفت السلطات اللبنانية اليوم نقل لاجئين سوريين إلى بلادهم بعد توقف دام نحو عام ونصف العام، بينما حذرت منظمات حقوقية ودولية من الترحيل القسري وأكدت أن الظروف ليست آمنة بعد توقف المعارك في سوريا. توقفت حافلات وشاحنات صغيرة في منطقة عرسال شرقي لبنان وبدأت بنقل اللاجئين إلى سوريا مع أمتعتهم الشخصية وحيواناتهم. أعلنت الوكالة الوطنية للإعلام عن نقل حوالي 330 لاجئا عبر معبرين حدوديين في إطار “تأمين العودة الطوعية” التي بدأها الأمن العام اللبناني.
وصلت دفعة جديدة من المهجرين السوريين العائدين من لبنان إلى سوريا عبر معبر الزمراني بريف دمشق، دون تحديد العدد. يأتي انطلاق عملية ترحيل اللاجئين السوريين قبل مناقشة البرلمان اللبناني مساعدات بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي، التي أثارت حفيظة جهات تطالب بحل جذري لهذا الملف. دعا الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إلى “فتح البحر” للضغط على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لإعادة اللاجئين إلى سوريا وتقديم المساعدات لهم.
انتقد الرئيس اللبناني السابق ميشال عون مشروع توطين النازحين السوريين في لبنان، وقال إن المجتمع الدولي يعود لطرح هذا المشروع على الرغم من انتهاء السبب الأمني للنزوح. يمتد برنامج المساعدات المقترح حتى عام 2027، ويعول الاتحاد الأوروبي على تعاون السلطات اللبنانية لضبط الحدود ومكافحة عمليات تهريب اللاجئين. تسمح الحزمة بتمويل قطاعات رئيسية مثل الحماية الاجتماعية والصحة والمياه والتعليم للسوريين واللبنانيين المحتاجين.
يستضيف لبنان نحو 2 مليون سوري، أقل من 800 ألف منهم مسجلون لدى الأمم المتحدة. تعتبر السلطات اللبنانية الملف برهانا صعبا تضعف في الوقت الحالي من الأزمة الاقتصادية التي يمر بها البلاد. حذرت منظمات دولية من الترحيل القسري للاجئين، مشيرة إلى خطر الاعتقال والملاحقات الأمنية في سوريا بالإضافة إلى الظروف الصعبة هناك. تسعى السلطات إلى العمل على إيجاد حلول تسمح بعودة اللاجئين بشكل آمن وطوعي وتحسين الظروف في سوريا لتسهيل عملية العودة.














