وتعكس شخصية “بيلا باكستر” في الفيلم تأثير هذه العوامل، حيث تتحول وتنمو في سياقات غير تقليدية وتكسر القوالب الاجتماعية. ومع تجربتها الفريدة، تنبثق تساؤلات حول الحدود بين الإنسانية وما بعد الإنسانية، وإلى أي مدى يمكن تصنيفها كنموذج لما بعد الإنسانية. تحمل الشخصية خصائص دمجت بين عالمين، مما يجعلها كائنًا هجينًا ينتمي إلى نوعية جديدة من الكائنات. وعبر الشخصية، يثير المخرج “يورغوس لانثيموس” تساؤلات حول الهوية والتغيير والتحرر من القيود الاجتماعية.
وتستكشف شخصية “بيلا” مساحة الفرد الحر وتبني شخصية مستقلة متأثرة بتجاربها الجديدة وتحديثاتها. تتحرك الشخصية بين حياتين مختلفتين، تحمل خصالهما وتتحدث عن التحولات المختلفة التي تمر بها. ومن خلال تجاربها وتفكك مفاهيم الهوية والبنية الاجتماعية، تناضل بيلا لتجديد اتصالها بالعالم وتعيد اكتشافه من جديد. يثير الفيلم مواضيع كثيرة، منها حريات الجنس ومكانة المرأة في المجتمع والعلاقة بين الجنسين.
ويعكس المخرج “لانثيموس” نزعته الغريبة والتجريبية في الإخراج، حيث يستخدم عناصر غرائبية ويعبر عنها بإبداع في التأثيث والديكور والملابس. يحاول إدخال عناصر مختلفة على السيناريو ليكون عابرًا للنوعيات التقليدية ويكسر القوالب الاجتماعية والنمطية. فالفيلم يطرح تساؤلات حول الحدود بين الإنسانية وما بعد الإنسانية ويبحث عن مفهوم جديد يعزز القدرات البشرية بواسطة التكنولوجيا. تحمل شخصية “بيلا” خصائص مضادة لتركيبة التقليدية للإنسانية وتفتح الباب لتجارب جديدة ومختلفة في عالم ما بعد الإنسانية.















