في الوقت الذي تشتعل فيه المعارك في مدينة الفاشر بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع، تبذل القوى السياسية جهودا كبيرة لوقف الحرب التي دامت لأكثر من عام. يعقد مؤتمر في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لتنسيق القوى الديمقراطية المدنية في السودان تحت مسمى “تقدم”، حيث يشارك فيه أكثر من 500 شخص يمثلون 30 دولة و18 ولاية في السودان. يناقش المؤتمر خلال 4 أيام قضايا إنهاء الحرب والوضع الإنساني الصعب، بالإضافة إلى الرؤية السياسية، النظام الأساسي، والهيكل التنظيمي للتحالف الذي يضم عددا من القوى السياسية والمدنية والحركات المسلحة.
يُرأس المؤتمر رئيس الوزراء السوداني السابق ورئيس تنسيقية القوى المدنية عبدالله حمدوك، بمشاركة قادة الأحزاب السياسية والحركات المسلحة. وقد تعرض بعض المشاركين في المؤتمر لتهديدات أمنية وملاحقات من الجهات الأمنية، مما أثر على مشاركتهم في الفعاليات. تنسيقية “تقدم” تعمل على مشروع يهدف لجعل السودان دولة موحدة تقوم على رؤية ديمقراطية تستبعد الوصاية على المجتمع.
تقدمت تنسيقية “تقدم” بعدة مقترحات لإنهاء الحرب والحفاظ على وحدة السودان، من خلال إطلاق عملية سياسية تضم جميع الفرقاء وتأسيس جيش قومي مستقل عن الشؤون السياسية والاقتصادية. تركز رؤيتهم على إحلال العدالة الانتقالية وتحقيق السلام والمصالحة وجبر الضرر. كما يتضمن العمل على مناقشة القضايا الإنسانية والعسكرية والأمنية، بالإضافة إلى هياكل فترة الانتقال ودستورها وآليات السلطة فيها والعدالة.
من المخطط أن تبدأ عملية التفاوض السياسي بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين. ويذكر أن الحرب في السودان أسفرت حتى الآن عن سقوط الآلاف من القتلى ونزوح الملايين من السكان. تهدف الجهود المبذولة إلى إنهاء هذه الكارثة الإنسانية التي تعصف بالبلاد. يجب أن تكون العملية السياسية شاملة وتضم جميع الفرقاء لضمان السلام والاستقرار في السودان.
تعد تنسيقية “تقدم” رائدة في جهود إنهاء الحرب في السودان، وتسعى إلى بناء دولة مدنية تحترم حقوق الإنسان وتعزز العدالة والديمقراطية. يجب على الأطراف النزاعية التعاون مع هذه القوى الديمقراطية للوصول إلى حل سياسي شامل ينهي الصراع ويفتح بابا لبناء مستقبل أفضل للشعب السوداني. باستمرارية الجهود وتضافر القوى الدولية والمحلية، يمكن تحقيق السلام والاستقرار في السودان وإنهاء الحرب التي طالت أكثر من اللازم.















