بعد ما يقرب من مرور سبعة شهور على اندلاع حرب غزة التي خلّفت عشرات الآلاف من القتلى وأضعافهم من الجرحى، تواصل إسرائيل نهجها العدائي دون تفريق بين الإسرائيليين والفلسطينيين. يظهر تورط الجيش الإسرائيلي في قتل العديد من الأسرى والعاملين في المنظمات الإغاثة الدولية، مما يثير الاشمئزاز الدولي.
لا ترغب إسرائيل في حصد حياة الفلسطينيين فقط، بل تعمد أيضًا لقتل من يقدم لهم الإعانة. السماح لبعض ساكني غزة بالعودة لديارهم ومواجهتهم بالدمار الشامل أثار استياء دوليًا. تبين أن الإدارة الأمريكية قدمت كافة دعمها لإسرائيل، مع توجيه الانتقاد لقيامها بعدوانها.
من الوقاحة أن تعلن الولايات المتحدة خططًا لإيقاف الحرب بشروط إسرائيلية، في حين يعتبر الاعتراف بحقوق الفلسطينيين المشروعة وإعادة إعمار غزة خطوة ضرورية. تحاول بعض الدول الغربية الدعم الدبلوماسي للاعتراف بفلسطين في الأمم المتحدة، والتصدي لمحاولات إسرائيل إجهاض هذه المساعي.
لا يمكن تصور أن تنتهي الحرب بالعودة المباشرة للسكان النازحين لديارهم فقط، بل يجب النظر في إعادة بناء غزة واعترافها كدولة مستقلة. تظهر هذه الحرب ضرورة التحرك للاعتراف بدولة فلسطين والقبول بها في المجتمع الدولي، باعتبارها خطوة أساسية لتحقيق السلام.
تسعى إسرائيل لإجهاض جهود الدول في الاعتراف بفلسطين، ولكن الاعتراف بحقوق الفلسطينيين سيمثل صفعة كبيرة لإسرائيل وهزيمتها في النواحي العسكرية والسياسية. يتبقى الدور على الدول الداعمة للفلسطينيين في تحريك المشهد الدولي لصالح حل سلمي واعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني.