حالة الطقس      أسواق عالمية

Summarize this content to 2000 words in 6 paragraphs in Arabic

مدبولي يكلّف مكتباً استشارياً وضع رؤية متكاملة

أثار عرض إماراتي لتطوير منطقة وسط العاصمة المصرية القاهرة، على غرار «داون تاون دبي»، جدلاً واسعاً في مصر، تزامناً مع تأكيدات حكومية بتكليف مكتب استشاري وضع رؤية متكاملة بشأن المنطقة، المصممة على طراز باريس، وتسمى «القاهرة الخديوية» نسبة إلى الخديو إسماعيل، الذي حكم مصر في منتصف القرن التاسع عشر.
وأعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، في مؤتمر صحافي، الأربعاء، «تكليف مكتب استشاري ليضع الرؤية الكاملة لتطوير منطقة وسط البلد، وطرح المنشآت الموجودة في المنطقة التابعة للدولة داخل وسط البلد بعد نقل منشآتها إلى العاصمة الإدارية للاستثمار»، بحسب ما نقلته «وكالة أنباء الشرق الأوسط» المصرية الرسمية.
وأشار مدبولي إلى وجود عدد من الكيانات الاستثمارية سواء الدولية أو المحلية أبدت اهتماماً شديداً لتشارك الدولة في تنمية منطقة وسط البلد، موضحاً أن اجتماعات متواصلة مع اللجان الاستشارية التابعة لمجلس الوزراء، على مدار الأسبوع الماضي، توافقت على خطوات تنفيذية سيتم العمل عليها خلال الفترة المقبلة؛ بهدف تعظيم العوائد من تصدير العقار، واجتذاب الجنسيات المختلفة للاستثمار العقاري داخل الدولة المصرية.
وأكد رئيس الوزراء أن «الحكومة تولي اهتماماً خاصاً بتطوير منطقة وسط البلد ضمن خططها الأوسع لتصدير العقار، وجذب الاستثمارات الأجنبية».
ميدان التحرير بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
وتأتي تصريحات مدبولي، في أعقاب إعلان رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار، عن «تطلعه للمساهمة في تطوير منطقة وسط البلد، بالشراكة مع الحكومة المصرية»، مشيراً إلى مفاوضات تجري مع الحكومة في هذا الشأن، وأن شركته «ستكون أول المتقدمين عندما تُطرح المنطقة للاستثمار على الشركات المحلية والعالمية».
وتحدث العبار، في تصريحات إعلامية، عن تصوراته لتطوير منطقة وسط البلد على غرار «داون تاون دبي»، الذي يستقطب 120 مليون زائر سنوياً، على حد تعبيره. وقال: «وسط القاهرة لديه إمكانات هائلة تجعله أحد أهم الوجهات السياحية والاستثمارية في العالم».
وأضاف: «المشروع يمكن أن يمتد على مساحة 40 إلى 50 فداناً، مع تخطيط حديث للشوارع والمطاعم والفنادق؛ ما يعيد للمنطقة بريقها التاريخي ويجذب مستثمرين من مختلف الدول».
وسبق أن أبدى العبار اهتمامه بمنطقة وسط القاهرة، وقال في تصريحات إعلامية في 21 أغسطس (آب) 2023، إن «شركتي (إعمار) و(إيجل هيلز) تقدمتا بطلب رسمي للحكومة المصرية لإعادة هيكلة المباني الحكومية في وسط القاهرة، سواء من خلال الترميم أو إعادة البناء».
وأثار الحديث عن تطوير «وسط البلد» ردود فعل متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي، بين من رحب بالفكرة في إطار «سعي الحكومة للحفاظ على التراث»، وبين مخاوف من أن «تهدد مشروعات التطوير مباني المدينة التراثية».
وعدّ المدون المصري لؤي الخطيب، في منشور عبر حسابه على منصة «إكس»، حديث رئيس الوزراء عن تكليف مكتب استشاري وضع تصور لتطوير منطقة وسط البلد بمثابة «نفي لكل ما كان يتردد عن تدمير القاهرة التاريخية لصالح العاصمة الإدارية الجديدة، وتأكيداً على وجود مخطط لتحويل العاصمة لمزار سياحي».

النهاردة عندنا ٣ معلومات مهمة:الأولى، إن في مكتب استشاري مكلف بوضع رؤية كاملة لتطوير منطقة وسط البلد، بما فيها مباني الوزارات اللي اتنقلت للعاصمة..التانية، إن في كيانات استثمارية محلية ودولية أبدت اهتمام بمشاركة الدولة في تطوير المنطقة دي..التالتة، إن صندوق مصر السيادي هو…
— Loay Alkhteeb (@LoayAlkhteeb) February 19, 2025

بينما أعرب آخرون عن أملهم في أن يتم تطوير وسط البلد بأيدي شركات مصرية؛ خشية امتلاك الأجانب تراثاً مصرياً عريقاً.

طيب ليه الفكرة متبقاش عامة؟!ليه نخلي الإمارات تتطور وسط البلد في القاهرةليه ميبقاش بأيادي مصرية واستثمارات مصريةبمعني لو عملت شركة مساهمة مصريةالمصريين هيشتروا الأسهم كلها وتبقي مختصة بتطوير وسط البلد وتحويل المنشآت الحكومية اللي انتقلت للعاصمة الجديد إلي فنادق سياحية https://t.co/68Cq27ok74
— Hossam (@hossamelmassri) February 20, 2025

وتفاعل البعض مع الانتقادات والمخاوف بشأن «تدمير التراث»، مؤكدين أن الهدف من المشروع هو «تطوير المصالح الحكومية في وسط البلد لتكون تراثاً وليس طمسها».

ده مشروع تطوير المصالح الحكومية اللي في وسط البلد وفضيت لتكون تراثا وليس طمسها
— Zahra (@Newandchanged) February 20, 2025

وأبدت أستاذة التخطيط العمراني الدكتورة جليلة القاضي، عبر منشور على حسابها على منصة «فيسبوك» مخاوفها بشأن «المساس بعمارة وسط البلد التراثية»، مطالبة العبار بالتعاون مع «شركة الإسماعيلية» التي «لها تجربة في تطوير بعض المباني والشوارع في وسط القاهرة».
وقالت: «تحسين الفراغ العام وتنظيف المباني والاستفادة من عمل امتد لسنوات في الحفاظ على تراث المدينة مقبول، لكن تحويل القاهرة الخديوية لدبي أمر مرفوض».
ثم عادت وأكدت في منشور آخر «ثقتها في المكتب الاستشاري المكلف وضع تصور للمنطقة، وأنه لن يسمح بهدم أي من مبانيها التراثية». وقالت: «نريد مشروعاً للحفاظ على المنطقة بمعنى صيانتها وترميمها وإحياء الفراغ العام وفق الاشتراطات التراثية وليس مشروعاً لتطويرها».
ممر «بهلر» من الطُرز المعمارية المميّزة في القاهرة الخديوية (الشرق الأوسط)
ووفقاً لموقع وزارة السياحة والآثار المصرية، فإن زيارة الخديو إسماعيل للمعرض العالمي بباريس عام 1867 شكَّلت تحولاً في تاريخ القاهرة، لتبدأ حركة العمران في المدينة، مع تعيين الخديو إسماعيل، علي باشا مبارك وزيراً للأشغال العمومية ومشرفاً على مخطط تطوير المدينة على غرار العاصمة الفرنسية.
بدورها، تساءلت أستاذة العمارة والتصميم العمراني لدى قسم الهندسة المعمارية في جامعة القاهرة، الدكتورة سهير حواس، عن «الهدف من تحويل القاهرة الخديوية لدبي».
وقالت حواس لـ«الشرق الأوسط» إن «القاهرة مدينة عمرها أكثر من 150 سنة وتتميز بعمارتها التراثية المميزة، وهي تختلف عن دبي المدينة الحديثة»، مشيرة إلى أنه «يمكن المقارنة بين القاهرة وباريس أو مدن إسبانيا».
وأضافت: «هناك مشروعات وخطط عدة وُضعت للحفاظ على القاهرة الخديوية منذ عام 1996، ونفذت مشروعات بالفعل في عدد من المباني»، مطالبة بالاستفادة من العمل السابق، مشددة على ضرورة أن يستهدف أي مشروع تطوير لوسط القاهرة «الحفاظ عليها والارتقاء بالبيئة العمرانية»، رافضة إنشاء أبراج في المنطقة، وعدَّته «مخالفاً لطبيعتها التراثية».

“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version