ظهرت ظاهرة “مراهقة العجائز” بشكل متزايد في الآونة الأخيرة، حيث يتصرف بعض الأشخاص بطرق تجاوزت مرحلة المراهقة والشباب، ربما نتيجة لما يُطلق عليه علماء النفس باسم “المراهقة المتأخرة”، أو ربما لأنهم يعيشون في واقع مليء بالتناقضات والتحديات. هذه الظاهرة تشكل خطرًا أخلاقيًا يؤدي إلى خسارة كبيرة للفرد والمجتمع، حيث يجلبون الألم والضياع بدلًا من السعادة والنجاح. هؤلاء الأشخاص يُعتبرون مفقودين في هذه الحياة، وستكون الفاتورة باهظة جدًا للسداد في المستقبل.
من ناحية أخرى، يزداد الارتياح فيما يتعلق بأشخاص يُعرفون بـ”الختيارية”، الذين ينشرون حياتهم على مواقع التواصل الاجتماعي مثل سناب شات وتيك توك. ومع ذلك، قد لا يكونون على دراية بما سيحدث بعد انتهاء حياتهم، وربما سيواجهون الضياع والفراغ بتقدمهم في العمر. إذا لم يكن لديهم رؤية واضحة لحياتهم وأهدافهم، فإنهم من المحتمل أن يجدوا أنفسهم في نهاية المطاف بوضع مأساوي من الانطواء والضياع دون إمكانية العودة.
رغم ذلك، يبدو أن الطريقة التي نتعامل بها مع هذه الأشخاص المتقدمين في العمر في مجتمعنا تحتاج إلى إعادة التقييم. فنحن لا نطالبهم بتقديم شرح مفصل لحياتهم أو ما يجعلهم “ثعابين”، ولكن نتوق للانفتاح والتواصل معهم بشكل أفضل. إنهم أحرار في تصرفاتهم وحياتهم، ويجب أن نكون مفتوحين لفهمهم ومساعدتهم على التحرر من القيود التي قد وضعوها على أنفسهم.
لذلك، يجب أن نكون مستعدين للقبول والتعاطف مع هؤلاء الأشخاص، سواء كانوا جيرانًا أو أصدقاء أو أقارب. لا يجب علينا أن نحكم عليهم أو نحاول التحكم فيهم، بل ينبغي علينا أن نوجههم ونساندهم في رحلتهم الشخصية. إن فهم تحدياتهم وضغوطاتهم في هذه المرحلة المتقدمة من الحياة يمكن أن يساعدهم على التأقلم وتحقيق الرضا والسعادة، بدلًا من الوقوع في فخ الضياع والانطواء.
في النهاية، يتوجب علينا جميعًا أن نتعلم كيف نعيش حياة متوازنة وكيف نتقبل تحديات العمر المتقدم بروح إيجابية وتفاؤل. يجب أن نحترم خيارات الآخرين ونساعدهم على تجاوز التحديات التي قد يواجهونها، وألا ننزلق في الانغماس العقلي والاجتماعي الذي قد يؤدي إلى مشاكل أكبر في المستقبل. إن تقدير قيمة الحياة والعلاقات الإنسانية يمكن أن يساعدنا جميعًا على بناء مجتمع أكثر تفهمًا وتسامحًا.