تضرب الأرض منذ مساء الجمعة عاصفة شمسية “شديدة” هي الأولى من نوعها منذ العام 2003، وأنارت بأضوائها القطبية الخلابة سماء العديد من دول العالم من تسمانيا وصولًا إلى فرنسا، لكنها أثارت كذلك خشية من تأثيرها المحتمل على الشبكات الإلكترونية وأنظمة الاتصالات. العاصفة الجيومغناطيسية هي من المستوى الخامس على مقياس من 5 درجات، والذي يوصف بأنه “شديد”. نظام جي بي إس وشبكات الطاقة والمركبات الفضائية والملاحة عبر الأقمار الصناعية قد تتأثر بتلك العاصفة.
تتوقع الوكالة الأميركية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي استمرار العاصفة خلال عطلة نهاية الأسبوع، مع وصول مزيد من تلك الانبعاثات. يقترب الشمس حالياً من ذروة نشاطها وهذه الانبعاثات الكتلية الإكليلية التي تتجه سبعة منها على الأقل نحو الأرض، تعتبر محتملة لتأثير الشبكات الكهربائية وأنظمة الاتصالات. الانبعاثات الكتلية الإكليلية تنتقل بشكل أبطأ من التوهجات الشمسية وينصب معدّل سرعتها حوالي 800 كيلومتر في الثانية.
تتسبب العواصف الشمسية الكبرى في أضواء قطبية لافتة وتبلغ مناطق أبعد إلى الجنوب من تلك التي عادة ما تشهدها خلال الفترات المعتادة سنويا. العاصفة تؤثر على الأنظمة الإلكترونية والتوجيه الملاحي. تم تداول صور لأضواء قطبية في عدة مناطق حول العالم وتحديدا في الولايات المتحدة ولندن. يتوقع رؤية الأضواء في مناطق مثل شمال ولاية كاليفورنيا وولاية ألاباما. تم تحذير السكان بضرورة التقاط صور للسماء لرصد الأضواء القطبية.
تم تصدير منشور على منصة “إكس” بواسطة الملياردير إيلون ماسك مالك شركة “ستارلينك” لخدمات الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية، أكد فيه أن الأقمار مصممة لتتحمل الضغط وأنها تعمل بشكل جيد حتى الآن. تحذير تقدمت به السلطات الأميركية بشأن العاصفة الشمسية وعدم توقع وقوع أضرار كبيرة. عالم الفيزياء الفلكية إريك لاغاديك قال إنه يعيش ليلة تاريخية مع الأحداث المدهشة في السماء. يعتقد أن مشغلي الأقمار الاصطناعية والتيار الكهربائي اتخذوا إجراءات وقائية لحماية الشبكات.
تعود أقوى عاصفة شمسية مسجّلة في التاريخ لعام 1859، وعرفت بـ”حدث كارينجتون” وأدت إلى اضطرابات في خطوط التلغراف. الشمس تقترب من ذروة نشاطها وانبعاثات كتلية إكليلية تصل الأرض. توصي السلطات بالتجهيز للعواصف المناخية وأخذ الاحتياطات الضرورية. العاصفة الشمسية تعتبر تحديًا لشبكات الكهرباء وأنظمة الاتصالات، لذا يجب اتخاذ التدابير الوقائية المناسبة.
