تُعتبر رحلة المقيظ في الإمارات من التقاليع القديمة التي تحتفظ بها البلاد، حيث ينتقل الأهالي إلى المقايظ خلال فصل الصيف لقضاء وقت مميز بين أشجار النخيل والمياه العذبة. بدأت هذه العادة تنحسر تدريجيا منذ السبعينيات، ولكن مع الجهود المبذولة من شيخ زايد آل نهيان وقيادة الإمارات الحالية بقيادة الشيخ محمد بن زايد، تمكنت البلاد من تعزيز السياحة والسفر وجذب الملايين من السياح الدوليين. وفي هذا السياق، تم تطوير تطبيق “المقيظ” الذكي الذي يعرض رحلات المقيظ بطريقة مبتكرة ورقمية.
وعلى الرغم من أن جيل الألفية لم يعايش رحلة المقيظ التقليدية، نجحوا في تراثها بتحويلها إلى موروث رقمي مستدام. ويعكس ذلك الاهتمام الكبير بالتقاليد والثقافة في الإمارات، حيث يتم تشجيع الشباب على الإبداع والابتكار من قبل القيادة الحكيمة. وبفضل هذه الجهود، تمكنت الإمارات من تحقيق إنجازات ملحوظة في السياحة والتنمية.
ويتذكر الناس الكبار مثل راشد بن هويدن تفاصيل رحلة المقيظ قديما، حيث كانت تتضمن استعدادات مسبقة من تجهيز الطعام والمأكولات، وتجهيز المواقع للنوم والاستراحة. وكان المقيظ يتم في مناطق مثل رأس الخيمة ودبي والشارقة، حيث كانت تتواجد النخيل وتضمن الظروف المناسبة لراحة الأهالي.
ويشير الكبار إلى تنوع المناطق التي كانت تعتبر مقايظ في الإمارات القديمة، بين رؤوس الجبال في العديد من المناطق. ويوجهون الانتباه إلى أن بعض المناطق الساحلية قرب المدن كانت تحظى بشعبية كمواقع مقيظ تفضلها الأسر خاصة مناطق تواجد النخيل بكثرة. وتسمح تلك الأماكن بانخفاض تكاليف الرحلة وتوفير وجهة مفضلة للعائلات والأشخاص الذين ليسوا قادرين على السفر بعيدًا.
ويلقي السيدة عيدة مصبح الكندي الضوء على مقايظ الواحات في منطقة الظفرة، التي تعتبر مناطق سهول زراعية تحظى بشعبية كوجهة لرحلات المقيظ، خاصة بين سكان أبوظبي. ومع نهاية موسم القيظ في شهر سبتمبر، ينتهي وقت الرحلات ويدخل فصل الخريف، مما يجعل الناس يستعدون لعودتهم من الرحلة والاستمتاع بالطبيعة الخلابة والأجواء الرائعة التي توفرها المقايظ.









