أعتبرت صحف ومواقع عالمية أن تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة لصالح مسعى فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في المنظمة الدولية، يشكل علامة على عزلة إسرائيل المتزايدة في الساحة الدولية. وأشارت صحيفة “الغارديان” إلى أن نتيجة التصويت تعبر عن تأييد الرأي العام العالمي للدولة الفلسطينية واستنكاره للاضطهاد الإسرائيلي في غزة. بينما رأت صحيفة “هآرتس” أن هذه الخطوة رمزية تشكل إشارة غير مطمئنة للسياسة الدبلوماسية الإسرائيلية، وتحذيراً من اعتراف دول أوروبية بالدولة الفلسطينية.
وفي سياق متصل، أفادت تقارير أمريكية بأن الإدارة الأمريكية تتعامل ببطء مع إسرائيل فيما يتعلق بتنفيذ القوانين والسياسات التي تحظر استخدام الأسلحة الأمريكية في انتهاكات القانون الإنساني الدولي. وأوضحت أن الوضع يظهر عدم التزام واشنطن بمعايير حقوق الإنسان والقوانين الدولية في ظل تورطها في تسليح إسرائيل التي ترتكب انتهاكات بحق الفلسطينيين.
بجانب ذلك، قدمت مجلة “فورين بوليسي” تحليلاً يستنكر سلوك واشنطن الذي ينكر جرائم إسرائيل ضد الإنسانية في غزة، مما يؤثر سلباً على سمعة الولايات المتحدة ويضر بالمبادئ الأخلاقية التي تدعي الالتزام بها. وأشارت صحيفة “لوموند” إلى تحركات القوات الإسرائيلية في رفح جنوبي قطاع غزة وتأثيرها على تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثة، مع توقف معبر رفح عن عبور المساعدات مما يعرض السكان المحاصرين للمزيد من الصعوبات والمعاناة.
وفي مقابل ذلك، أكد مسؤولون أمريكيون سابقون على أن الإدارة الأمريكية تتحفظ على اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل في المحافل الدولية، مما يعكس عدم الالتزام بمعايير القانون الدولي ويشكك في إرادتها للحفاظ على حقوق الإنسان والحريات. وفي هذا السياق، تتساءل صحف ومواقع عالمية عن دور الولايات المتحدة كقوة عالمية في حفظ السلام وتعزيز حقوق الإنسان في ظل تقاعسها عن محاسبة الدول التي تنتهك القوانين الدولية وتستخدم الأسلحة الموردة بواسطتها في انتهاكاتها.
وفي النهاية، يبقى العالم يشهد تصاعد التوترات والصراعات في الشرق الأوسط، وتضييق الخناق على الشعب الفلسطيني في ظل همجية الاحتلال الإسرائيلي وتجاهل المجتمع الدولي لحقوقه الأساسية. وما زالت الأمم المتحدة تتخبط بين المواقف المتضاربة وسط تزايد التوترات والانتهاكات، مما يجعل العالم يشهد فشل العدالة وانحياز القوى الكبرى إلى جانب الظلم والاضطهاد في ظاهرة تثير القلق والاستنكار الدولي.















