تشهد الولايات المتحدة الأميركية حاليًا ستة أشهر مثيرة تفصلها عن الانتخابات الرئاسية والتشريعية، حيث تشتعل المنافسة بين الرئيس الحالي جو بايدن وسلفه دونالد ترمب. تظهر استطلاعات الرأي تقاربًا حادًا بينهما في القضايا الأساسية التي تهم الناخبين الأميركيين، مما يشير إلى سباق محموم يمكن أن يحسم بنتيجة ضيقة ويعزز الانقسامات الموجودة في المجتمع الأميركي والكونغرس.
تأتي هذه المرحلة المهمة في السباق الانتخابي بالتزامن مع محاكمة ترمب في نيويورك وعاصفة سياسية تثيرها دانيالز، مما يزيد من التوتر بين الأحزاب. يستعرض برنامج تقرير واشنطن دلالات أرقام الاستطلاعات وتلويحات ترمب برفض نتائج الانتخابات في حال فوز بايدن، بالإضافة إلى انقسامات الحزبية وعودة قضية عزل رئيس مجلس النواب إلى الواجهة.
تظهر استطلاعات الرأي تقاربًا في شعبية ترمب وبايدن، وتأرجحًا في مواقف الناخبين الأميركيين من قضايا مهمة مثل الاقتصاد والهجرة والديمقراطية. يتحدث مراسل البيت الأبيض في صحيفة “بوليتيكو” عن اهتمام الناخبين بقضية حماية الديمقراطية وعن أداء بايدن في قضايا الاقتصاد والهجرة، مشيرًا إلى أهمية هذه القضايا في الانتخابات.
تستعرض مشكلات بايدن في جذب الناخبين بسبب عدم ثقته بنفسه وتأثير حروب غزة على فعاليات الانتخابات. بينما يشير لامبرت إلى أن الديمقراطيين يسعون لتسليط الضوء على قضية الإجهاض في حملة بايدن، لكن وجود أحداث كثيرة في الشرق الأوسط وقضايا اقتصادية يمكن أن تؤثر على نتائج الانتخابات.
يواجه ترمب محاكمة في نيويورك وهو مشغول بالمحكمة، في حين قد يرفض نتائج الانتخابات في حال فوز بايدن، مما يثير مخاوف من وقوع أعمال عنف. يُشير ليبمان إلى أن محاكمة “أموال الصمت” تساعد ترمب في جذب المستقلين، ويُعتبر ذلك تحديًا للديمقراطيين في مواجهة الانقسامات الحزبية وتعزيز قاعدة ترمب.
تشهد الولايات المتحدة إلى جانب الانتخابات الرئاسية انتخابات تشريعية حامية الوطيس بين الديمقراطيين والجمهوريين، حيث يسعى كل منهم لانتزاع الأغلبية في الكونغرس. وتعيش الدولة انقسامات عميقة تعكسها مساعي عزل رئيس مجلس النواب وتصاعد التوتر بين الاحزاب في ظل اقتراب موعد الانتخابات. تعكس هذه الأزمة الهويّة الحالية التي تواجهها الولايات المتحدة وتحتم على الحزبين النظر في استراتيجياتهم لإعادة بناء الهويّة السياسية.
