تعتبر السعودية واحدة من الوجهات السياحية الرائجة في العالم، حيث تتميز بتنوعها الطبيعي وثقافتها الغنية، وقد شهدت البلاد تطورًا كبيرًا في قطاع الرياضة مما جعلها وجهة مثالية لعشاق الرياضة من مختلف أنحاء العالم. تم بناء مجموعة من الملاعب والمراكز الرياضية المتطورة في مختلف مناطق البلاد، بالإضافة إلى تنظيم العديد من الفعاليات الرياضية الدولية في السعودية.
في الصيف الماضي، لفتت مدن الطائف وأبها والباحة الأنظار حينما نجحت في استضافة بطولة الأندية العربية على كأس الملك سلمان وكأس السوبر الأفريقي، وقد حققت هذه البطولات نجاحًا كبيرًا وحضورًا جماهيريًا كبيرًا، مما دفع الأندية السعودية والعربية إلى الاستفادة من البنية التحتية لهذه المدن في إقامة معسكراتهم الصيفية.
إقامة المعسكرات الرياضية الصيفية في الخارج أصبحت من المشاريع الهامة لتحقيق استراتيجية الرياضة السعودية، حيث تخدم هذه المعسكرات الفرق الوطنية والأندية المحلية والعالمية. استهلكت أندية الهلال، الشباب، الفتح، والفيحاء خلال الصيف الماضي عشرات الملايين من الريالات من أجل إقامة معسكراتها في النمسا، بينما اختار ناديا النصر والحزم البرتغال كمكان لمعسكرهم. وقد اختارت أندية أخرى مثل ضمك والرائد إسبانيا، والتعاون والرياض هولندا.
عبد الله مجرشي، الرئيس التنفيذي لشركة “الهدف الاحترافي”، أكد على أسباب تفضيل الأندية السعودية إقامة معسكراتها الصيفية في الخارج، حيث أشار إلى الجانب النفسي للاعبين الذين يفضلون الإعداد في دولة مختلفة، بالإضافة إلى توفر خيارات متنوعة لإقامة المعسكرات في أوروبا وتحديد مباريات ودية مع فرق قوية. وتتراوح مدة المعسكرات الصيفية عادةً بين 22 و25 يومًا، وقد تصل أحيانًا إلى شهر كامل، حيث يفضل المدربون إجراء مباريات ودية تدريجية خلال هذه الفترة.
من جانبه، أكد د. طلال المغربي، رئيس الجمعية السعودية البريطانية للتسويق والإدارة، على أهمية استغلال السياحة الرياضية كوسيلة للترويج للبلاد وجذب الاستثمارات. وشدد على ضرورة ربط الرياضة بالسياحة والاستثمار في كل مدينة سعودية واستغلال المقومات الطبيعية لكل منطقة، مثل استخدام المرتفعات الجبلية في المنطقة الجنوبية لجذب عشاق رياضات المغامرات والهايكنغ. تحدث أيضًا عن تطوير البنية التحتية للمرافق الرياضية في المناطق الباردة والمعتدلة وزيادة عدد الملاعب التدريبية.
