الكاتب الروائي زهران القاسمي ينتمي إلى البيئة القروية التي تتسم بالهدوء والصوت المهذب، ولكنه يخفي داخله بركانًا سرديًا وشعريًا ينبعث من المخيال القروي الذي يتغلغل في تشكيل الذاكرة الزمانية والمكانية. ينتمي القاسمي لعائلة صاغة ذهب وفضة، لكن مهنة الصياغة اندثرت وانتقل البعض للعمل في شركات النفط والزراعة. رغم نجاحه وتقدمه في وظيفة مرموقة، يظل القاسمي مرتبطًا بالأرض والزراعة، ويمتلك مزرعة ويعمل فيها بنفسه، بالإضافة إلى تربية النحل.
القرويون في البيئة التي ينشأ فيها القاسمي يعانون جميعًا من كدح الحياة، حيث تتذوب المسميات الاجتماعية وتسود التقارب بين الأفراد والعائلات. يعتقد البعض أن اختيار القاسمي للكتابة كان ردة فعل على الوضع المعيشي، لكنه ينفي ذلك ويؤكد أن بداية كتابته كانت بدافع جمالي وليس اقتصادي.
القاسمي بدأ حياته الأدبية من خلال كتابة الشعر وحفظ الكثير من القصائد، ودرس القرآن مع والده الذي كان إمام مسجد. تخصص القاسمي في الصحة العامة، وكتب عدة روايات تتناول حياة وتجارب القرويين، مثل رواية “جبل الشوع” و”جوع العسل” و”تغريبة القافر” التي منحته جائزة البوكر.
رغم فوزه بجائزة البوكر وشهرته، يبقى القاسمي متواضعًا ويعتبر أن البوكر أضاف له انتشارًا أكبر لأعماله. يعمل القاسمي حاليًا على كتابة “نوفيلا” ومجموعة شعرية عن الموسيقى، ويستمر في استكشاف عوالم القصة القروية وتجارب الحياة في البيئة الريفية. من ناحية أخرى، يحظى الكتاب العمانيين بدعم واهتمام من النقاد والباحثين الذين يساهمون في إثراء تجاربهم الأدبية.















