دعت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية إلى تدخل دولي عاجل لمنع ارتكاب فظائع في شمال دارفور من قبل قوات الدعم السريع السودانية. وحثت المنظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي على إرسال بعثة لحفظ السلام في دارفور لحماية المدنيين ومراقبة انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني وتأمين عودة آمنة للنازحين.
وقد حذرت بلقيس والي، المديرة المشاركة لقسم الأزمات والنزاعات والأسلحة، من تداعيات سقوط مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور التي تحاصرها قوات الدعم السريع وجماعات مسلحة متحالفة معها منذ فترة، محذرة من حدوث موجة أخرى من القتل في حالة سقوط المدينة. ونوهت إلى غياب تام للأمم المتحدة وأي جهد دولي لحماية السكان المدنيين هناك.
وأشارت هيومن رايتس ووتش إلى أن قوات الدعم السريع والجماعات المسلحة التابعة لها قد ارتكبت جرائم قتل بحق آلاف الأشخاص، معظمهم من السكان الأصليين، في الجنينة ومناطق أخرى في غرب دارفور. وأدت هذه الاعمال الى فرار أكثر من نصف مليون شخص، معظمهم من السكان الأصليين، إلى تشاد المجاورة.
وأكدت المنظمة على خطورة استهداف مئات الآلاف من النازحين الفارين من العنف في دارفور الذين يجدون في الفاشر ملجأ لهم. وطالبت بعمليات تأمين فورية لحمايتهم ومنع حدوث مزيد من الانتهاكات والجرائم في حقهم في ظل الهجمات المستمرة.
هناك حاجة ملحة إلى تدخل دولي في دارفور لمنع تفاقم الأزمة الإنسانية والحد من استمرار الجرائم والانتهاكات. ويجب على الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي تكثيف جهودهم لإرسال بعثة حفظ السلام لحماية المدنيين ووقف العنف وإنهاء الصراع في المنطقة من خلال تحقيق العدالة وضمان عودة آمنة للنازحين واللاجئين إلى ديارهم.
على الجهات الدولية والإقليمية أن تبذل كل الجهود لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة في دارفور وتقديم الدعم الضروري للسكان الذين يعانون من العنف والتهجير. وعليهم أيضاً العمل على إيجاد حل سياسي شامل ومستدام للصراع في دارفور من أجل بناء مستقبل أفضل للشعب السوداني في هذه المنطقة العزيزة.









