عندما تتعلق الأمر باختيار صورة ترمز إلى نهاية حقبة في ليفربول، ستكون بالتأكيد المشاجرة بين يورغن كلوب ومحمد صلاح خلال مباراة وست هام هي الصورة التي تتبادر إلى الأذهان. فهذا الصراع بين اللائحة واللاعب استمد قلقاً من العلاقة بينهما، وكيف انتهت الأمور بشكل لا يرضي أحد. الخلاف نشأ عندما سجل وست هام هدف التعادل في الوقت الذي كان كلوب يستعد لإجراء تبديلات، ولم يكن صلاح ضمن هذه التبديلات، ما أدى إلى غضبه واتهامه بالإهمال.
لم يتوقف صلاح عن انفعاله حتى تدخل زملاؤه لتهدئته، ورفض إجراء مقابلة صحفية بعد المباراة مما زاد من حدة الأزمة. يبدو أن صلاح لم يتفاعل مع كلوب كقائد للفريق بل تجاهل تعليماته بشكل غير لائق. على الرغم من محاولة كلوب التقليل من أهمية الواقعة، حرك صلاح الأزمة بتصرفاته. يجب على صلاح التركيز على الأداء الداخل الملعب ودعم الفريق في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها.
كان من المتوقع أن يكمل ليفربول موسماً مثالياً بعد فوزه بكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، لكن خروجه من كأس الاتحاد الإنجليزي والأداء الهزيل في الدور الربع النهائي للدوري الأوروبي كانا إشارتين لتدهور الأداء. صلاح، الذي يبلغ 32 عاماً وينتهي عقده العام المقبل، يواجه تراجعاً في أدائه وقد لا يكون مصدر إلهام لفريقه. تُرجح التقارير انتقاله إلى السعودية، ما قد يكون سبباً لتفاقم الخلاف بينه وكلوب.
إذا رحل كلوب، فمن المرجح أن يرحل صلاح أيضاً، حتى لا تتكرر حالة عدم الالتزام والانضباط في الفريق. يُطرح سؤال عن كيفية التعامل مع اللاعب الذي لا يحترم مديره الفني، والأهم أن تكون النادي هو الأكبر من أي لاعب. برغم أن صلاح يعتبر هدافاً هاماً للفريق، إلا أن عدم احترامه للقواعد والتعليمات يجعله غير مرغوب فيه في ظل توتر العلاقة بينه وبين كلوب.
على ليفربول أن يتصرف بحكمة في مستقبل الفريق بعيداً عن صلاح، وأن يدرك أهمية الانضباط والالتزام. صلاح قد يبقى في النادي موسماً آخر، لكن يجب عليه تقديم أداء متميز والتزام بالقواعد والتوجيهات. الفريق بحاجة إلى تغييرات وإعادة هيكلة ليستعيد قمته مجدداً خاصة بعد انتهاء حقبة كلوب، وإلا فإن الانضباط والإلتزام قد يكونان محوراً لنجاح الفريق في الموسم المقبل.
