أفادت دراسة فنلندية بأن اضطرابات الصحة العقلية قد تنتقل بين الطلاب داخل دوائرهم الاجتماعية في الفصول الدراسية، وأوضح الباحثون أن النتائج كانت واضحة بشكل خاص في حالات اضطرابات المزاج والقلق واضطرابات الأكل، وفق الدراسة التي نشرت في دورية غاما للطب النفسي. تمثل اضطرابات الصحة العقلية تحديًا عالميًا كبيرًا يؤثر سلبًا على الأفراد والمجتمع والاقتصاد.
واستهدف الباحثون في دراستهم الجديدة رصد تأثير العلاقات الاجتماعية التي تتكون بين الطلاب داخل الفصل الدراسي، فيما يُعرف بالشبكات الاجتماعية، على الإصابة بالاضطرابات العقلية، حيث أظهرت الأبحاث السابقة نتائج مشابهة بشأن انتقال أعراض الاكتئاب بين الأفراد في الدوائر الاجتماعية القريبة منهم.
أوضح الباحث الرئيسي للدراسة من جامعة هلسنكي أن هذا الارتباط الذي وُجد بين تشخيص زملاء الدراسة بأنهم مصابون باضطراب عقلي وزيادة خطر الإصابة بالاضطراب العقلي يشير إلى إمكانية انتقال اضطرابات الصحة العقلية اجتماعيًا، مشيرًا إلى ضرورة إجراء مزيد من البحث لتوضيح الآليات التي تفسر هذه الارتباطات.
يحرص الباحثون على استهداف العلاقات الاجتماعية داخل الفصل الدراسي في دراستهم، حيث شارك فيها أكثر من 700 ألف طالب في الصف التاسع من 860 مدرسة فنلندية، وتوبّع المراهقون لمدة 11 عامًا في المتوسط، مما يجعلها الأكبر والأكثر شمولًا حتى الآن في هذا المجال.
تشدد الدراسة على أهمية اتخاذ تدابير وقائية وتدخلات للحد من أعباء الاضطرابات العقلية بناءً على النتائج التي توصل إليها الباحثون، مع التأكيد على أن هناك حاجة إلى دراسات مستقبلية تركز على تأثيرات تشخيص الأقران بأمراض عقلية على النتائج التعليمية كتخريج التعليم الثانوي.
