الزمن من أكثر المفاهيم تعقيدا، وفي فيلم “حلم اليقظة القمري” يتناول المغني البريطاني الأسطوري ديفيد باوي هذا الموضوع بتعليقات عن توتر الزمن والتوق لفهمه ومعناه. الفيلم يسبح في بحر الموسيقى والألوان، ويعرض مشاهد ملونة من القمر والفضاء بطريقة مبتكرة، مع مونتاج ذكي وموسيقى تعزز من تأثيره. يقدم الفيلم جانبا إنسانيا معذبا من شخصية ديفيد باوي، مستعرضا مسار حياته الفني بحرفية وحب.
الفيلم يستعرض كنوز أرشيفية من حياة ديفيد باوي، مع تحول شخصيته وفكره في مراحل مختلفة. يستخدم المخرج بريت مورغن مجموعة واسعة من اللقطات الأرشيفية الملونة والموسيقى الرائعة لتحليل وفهم عالم وروح “باوي”. يظهر الفيلم عرضا لمرحلة “باوي” المكسورة والمعذبة، وكيف بحث عن الهوية والمعنى في أعماله الفنية، وعن العلاقة بين الإنسان والكون.
يستعرض الفيلم أيضا حياة ديفيد باوي في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، مع التركيز على ألبوماته وأدواره السينمائية ورسوماته. يبرز الفيلم العلاقة الخاصة بين الموسيقى والأفلام الرائدة في تاريخ السينما، ويظهر كيف أثرت هذه العلاقة على مسيرة “باوي” الفنية. ويقدم المشهد الإبداعي والموسيقي الجريء والملهم في حياة النجم الراحل.
الفيلم يجسد حياة ديفيد باوي بطريقة ملحمية، مع استخدام شرائط أرشيفية نادرة ومونتاج متقن. يسلط المخرج الضوء على جوانب مختلفة من شخصية “باوي”، وكيف تأثرت بموسيقاه وأفلامه وفنه المعقد. يتقن الفيلم استخدام الألوان والموسيقى لنقل مشاعر “باوي” وتجاربه الفنية بشكل ملهم ومؤثر.
باختصار، يعتبر فيلم “حلم اليقظة القمري” تحفة فنية تجمع بين الموسيقى والألوان والصور الأرشيفية لاستعراض وتحليل حياة وفن ديفيد باوي بطريقة مبتكرة ومعبرة. يقدم الفيلم نظرة عميقة وشاملة على شخصية النجم الأسطوري، مع تركيز على تطور فنه وتأثيره على العالم الفني والثقافي. ويعتبر الفيلم جسرا بين عالم الموسيقى والسينما والفن، لاستكشاف معنى الفن والإبداع في حياة الإنسان.
