حالة الطقس      أسواق عالمية

Summarize this content to 2000 words in 6 paragraphs in Arabic
بين طالب لم يبلغ الخامسة بعد، وآخر تجاوز الـ90 عاماً، تنتظم حلقات المسجد النبوي يومياً لتعليم وتصحيح وتثبيت حفظ القرآن الكريم وتلاوته، لآلاف الطلاب الذين يفدون إلى المسجد النبوي ويستغلون الوقت في تعلم وحفظ وإجادة آيات وسور القرآن. لكن مشروع حلقات المسجد النبوي لم يتوقف عند حدود الحرم وتحت سقفه، ولم يكتفِ بالآلاف من الطلاب الذين يتوافدون بلا انقطاع على مئات المعلمين المدربين، بل تجاوز ذلك إلى تعليم القرآن الكريم افتراضياً إلى نحو 166 دولة حول العالم.
وينتظم طلاب دول العالم في صفوف افتراضية، مجهزة تقنياً لمتابعة وردهم المحفوظ من آيات القرآن وتصحيح تلاوته، على يد مئات المعلمين الذين يتقنون أكثر من 30 لغة، ووهبوا وقتهم وعلمهم لتجويد حفظ الملايين من المسلمين من حول العالم. وفي رمضان، يزيد ارتباط المسلمين في أصقاع الأرض بالقرآن الكريم، ويحرص كثير منهم على استثمار الهمة والوقت في حفظ ما تيسر لهم منه، فيما تقدم حلقات المسجد النبوي بمنصتها الافتراضية فرصة ثمينة لتثبيت حفظ وتلقي العلم من رحاب الحرم النبوي.
ومع حلول رمضان، بدأ المعلم «مبيه دينج» تقديم دروس في تصحيح التلاوة، لطلابه المنتسبين إلى المنصة الافتراضية لحلقات المسجد النبوي، الناطقين باللغات الإسبانية والفرنسية، ومن موقعه تحت سقف الحرم النبوي في المدينة المنورة يمد جسوراً تعليمية لآيات القرآن الكريم، برواية حفص عن عاصم، إلى المتعلمين في قارات العالم المختلفة، يربط بينهم شغف العلم وأثير المنصة. وإلى جواره يقدم المعلم «حافظ محمد إلياس» دروساً في تصحيح التلاوة باللغات الإنجليزية والأوردية، فيما تقدم الدروس باللغة الأوزبكية على يد زميله المعلم «أحمد عبد الحميد نور»، ضمن المشروع السعودي ذي البعد العالمي، الذي ينطلق من البقعة الطاهرة في المسجد النبوي، ويمتد «إلكترونياً» ليتابع مع كل مستفيد في أي مكان حول العالم.
في رمضان يزيد ارتباط المسلمين حول العالم بالقرآن الكريم ويحرص كثير منهم على حفظه (هيئة الحرمين)
نجحت الحلقات خلال العام الماضي في استقطاب أكثر من 60 ألف طالب وطالبة يومياً (واس)
60 ألف طالب وطالبة يومياً
تمثل حلقات تحفيظ القرآن الكريم والسنة النبوية وتعلّم المتون العلمية الحضورية والافتراضية جزءاً من أقسام وحدة الشؤون التعليمية بقسم القرآن الكريم بالمسجد النبوي، الذي يُعنى بتعليم القرآن بقراءاته المتواترة، وتقديم حلقات تعليمية افتراضية عن طريق الإنترنت، يسمع فيها الطلاب المتون العلمية في غرف صوتية خلال ساعات دراسية معينة، وذلك على يد نُخبة من المُتخصصين في هذا المجال.
ونجحت الحلقات، خلال العام الماضي، في استقطاب أكثر من 60 ألف طالب وطالبة يومياً من مختلف الأعمار والجنسيات. وأشارت الإحصائيات لعام 2024 إلى أن الحلقات اليومية لتحفيظ القرآن الكريم والمتون العلمية في المسجد النبوي الشريف وصلت إلى أكثر من 1900 حلقة حضورية، إضافة إلى 900 حلقة تُقدَّم بتقنية الاتصال المرئي (عن بُعد)، بإشراف أكثر من 1300 معلم ومعلمة، ويتنوّع التعليم فيها بلغات متعددة، لاستيعاب الطلاب من مختلف الجنسيات الناطقين بغير العربية، ما يعكس شمولية التعليم ومرونته، حيث تسهم الحلقات في ربط جميع الأجيال بتعاليم الدين الإسلامي.
وتعد حلقات المسجد النبوي نموذجاً متكاملاً لتعليم القرآن الكريم والحديث الشريف والمتون العلمية، بالاعتماد على تقنيات التعليم عن بُعد، ما مكّن طلاب العلم الشرعي من مختلف أرجاء العالم من المشاركة والاستفادة من البرامج المقدمة، كما تستوعب الحلقات مختلف الفئات العمرية، حيث تتراوح أعمار الطلاب ما بين 4 أعوام و91 عاماً، ما يجعلها بيئة تعليمية شاملة، ويعزز ذلك تأدية المسجد النبوي دوره الريادي بصفته أحد أهم مراكز التعليم الشرعي في العالم، ويعكس جزءاً من رسالة السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين.
تعزز الحلقات تأدية المسجد النبوي دوره الريادي بصفته أحد أهم مراكز التعليم الشرعي في العالم (هيئة الحرمين)
أمير منطقة المدينة المنورة مع أحد طلاب الحلقات خلال زيارته في ديسمبر الماضي (واس)
توسع في توظيف التقنية
توسعت السعودية في تعزيز استخدام التقنية للتسهيل على المسلمين الواصلين إلى الحرمين الشريفين لأداء عباداتهم بيسر وسهولة. ومن جهة لتعظيم الأثر وتعميق رسالة الحرمين والجهود التعليمية لتتجاوز حدود الحرمين إلى مختلف أصقاع العالم. ولاستمرار ذلك، أطلقت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الاثنين، «المقرأة الإلكترونية العالمية» التي⁩ تهدف إلى توفير بيئة تعليمية مرنة، تجمع بين حضور الحلقات الحضورية والافتراضية، وتأهيل وتدريب معلمي حلقات القرآن الكريم في علوم القرآن والتجويد وفق معايير عالمية، وتطوير آليات متكاملة لحوكمة دقيقة لأداء حلقات القرآن الكريم في المسجد الحرام.‏
من جهته، قال الدكتور ⁧‫عبد الرحمن السديس⁩، رئيس الشؤون الدينية في هيئة الحرمين: «إن تفعيل الرقمنة والتطبيقات الذكية يأتي في اتجاه التحول الرقمي في جميع مفاصل المنظومة الدينية، وتفعيل التطبيقات الذكية، مواكبة لـ(رؤية⁩ السعودية 2030)، والانطلاق نحو الريادة الدينية، وتقليص حاجز المكان والزمان باستثمار التطبيقات والأيقونات المعرفية الحديثة، ذات السلاسة المعلوماتية والثراء، بكفاءات وطنية مؤهلة، تعمل على تقديم الخدمات الدينية، منطلقةً من تعظيم الحرمين الشريفين، وإتقان العمل، وتبنِّي الإبداع، وتحقيق الهداية، وفق المنهج الوسطي المعتدل، المستمد من الكتاب والسنة».

“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version