تنظر أصحاب المؤسسات السياحية في لبنان بتشاؤم إلى موسم الصيف المقبل متحسّرين على صيف عام 2023 الذي كان الأفضل بعد 3 سنوات من الانتكاسة، وهذا بعدما كانوا يحتضنون آمال النمو والتعافي بعد المرحلة الصعبة التي عاشوها. ولكن قبل أن يبدأ الحرب في الجنوب، جاءت التهديدات الإسرائيلية بأن الصيف سيكون ساخناً في لبنان، مما زاد من القلق بشأن حظوظ الموسم السياحي. وقد وصف نقيب الفنادق بيار الأشقر الحجوزات في الفنادق منذ شهر أكتوبر بأنها معدومة، مما يعكس الجو السلبي الذي يعم القطاع السياحي.
وألمح الأشقر إلى أن الفنادق في لبنان تقفل جزئياً دون إعلان رسمي، وأن العديد من الفنادق في جبل لبنان قد أغلقت بشكل نهائي دون إعلان. وهذا أثر على عدد الموظفين الذين باتوا يعملون بأعداد قليلة فقط، مما يجعلهم في حالة انتظار لمعرفة مستقبل القطاع السياحي. ورغم أهمية الموسم السياحي للبنان، فإن التهديدات الأمنية واستمرار الحرب تعكر المشهد وتجعل من المستحيل على المغتربين والسياح القدوم إلى لبنان.
وأشار الأشقر إلى أن السياحة تحرك الاقتصاد اللبناني، وأن تدهور الموسم السياحي سيؤدي إلى تباطؤ الاستهلاك وارتفاع نسبة البطالة بين الشباب اللبناني. ومع استمرار الحرب وعدم وجود تحسّن أمني، يشير الخبراء إلى أن خسائر القطاع السياحي في لبنان قد تصل إلى مئات الملايين من الدولارات. وعلى الرغم من أهمية السياحة في لبنان، يتوقف مستقبل القطاع السياحي والاقتصادي على وقف الحرب واستقرار الوضع الأمني.
وفي ظل الأوضاع الراهنة، تبدو المهرجانات التي شهدتها لبنان الصيف الماضي والتي ساهمت في نشاط سياحي واقتصادي، مهددة هذا العام بالغياب. ورغم التوقف عن إعلان المهرجانات وتنظيم حفلات كبرى، إلا أن بعض المنظمين قد يلجؤون إلى تنظيم حفلات محدودة في حال تحسن الأوضاع الأمنية. وهذا يعكس الوضع الحالي الذي يعيشه القطاع السياحي والثقافي في لبنان.
وفي هذا السياق، فإن المغتربين اللبنانيين يعيشون حالة من التردد والقلق بشأن العودة إلى لبنان في الوقت الحالي، خاصة مع ارتفاع أسعار تذاكر السفر وتعقيدات الوضع الأمني. ورغم الرغبة في قضاء عطلة الصيف في لبنان، فإن الظروف الحالية تجعل من الصعب على الكثيرين اتخاذ قرار العودة. وبمراعاة أهمية السياحة في لبنان للاقتصاد، يبقى وقف الحرب وتحسّن الأوضاع الأمنية هما العامل الأساسي لاستعادة حياة القطاع السياحي في لبنان.
