أعلن حزب الله اللبناني عن استهدافه تجمعًا لجنود إسرائيليين في جنوب لبنان، وذلك بقصفهم بالمدفعية أثناء تحركهم في موقع بياض بليدا قرب الحدود الجنوبية. كما قام الحزب بالهجوم على نقاط سروات إسرائيلية في بلدة يارون، وقصفه للجواسيس في تلال كفرشوبا. من ناحية أخرى، نفذت طائرات إسرائيلية غارات على عدة بلدات في جنوب لبنان، بينما قصفت المدفعية المناطق المحيطة ببلدات أخرى.
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي عن انطلاق مناورة “مباغتة” على الحدود الشمالية لتحاكي هجومًا على لبنان، مع محاكاة عمليات قتالية ضد حزب الله وتدريبات على إطلاق القذائف على أهداف للحزب. كما أطلقت قوات المدفعية آلاف الذخائر على الحدود الشمالية خلال الأشهر السبعة الماضية. وبهذا الصدد، تهددت إسرائيل بأنها قد تنفذ عملية عسكرية واسعة في لبنان إذا لم ينسحب حزب الله خلف نهر الليطاني.
في السياق السياسي، أشارت القناة الإسرائيلية الـ12 إلى اقتراب تل أبيب من التوصل إلى اتفاق مع حزب الله ولبنان يُشبه القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الذي يُعد تكميلًا لحرب عام 2006. ويُشير مسؤولون أمنيون إسرائيليون إلى أن الاتفاق جاهز ولكنه ينتظر نتائج المفاوضات غير المباشرة بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.
ويظهر تصاعد الخطوات العسكرية والتهديدات بين الطرفين، حيث بلغت حصيلة الاشتباكات حتى الآن مقتل حوالي 400 شخص في لبنان بينهم أكثر من 70 مدنيًا، بينما أقرت إسرائيل بمقتل 20 شخصًا بينهم 11 عسكريًا. وتثير المحادثات بين الجانبين تحذيرات من تفاقم النزاع وتداعياته الواسعة بالمنطقة.
ومن المهم أن نذكر أن هذه التصعيدات العسكرية تأتي في ظل تقدم الوساطة الأميركية للوصول إلى اتفاق ينهي المواجهات بين إسرائيل وحزب الله، مع تأييد فرنسا للمساعي الدبلوماسية لتحقيق السلام بين الطرفين. وتبقى الأمور معلقة على تطورات الأحداث ونتائج المفاوضات القادمة التي قد تحقق تقدمًا في حل النزاع وتجنب تفاقمه.















