تجاوزت حرب إسرائيلية في غزة فترة 200 يوم دون تحديد ملموس لنهايتها، حيث يتم الإعداد لاحتلال رفح مع استدعاء أكثر من ربع مليون مجند وتكلفة تقدر بنحو خمسة مليارات دولار شهرياً. ازدادت إطارات الموازنة الإسرائيلية عام 2024 لتشمل تكلفة الحرب بنحو 100 مليار شيكل، مما أثار تساؤلات حول نهاية هذه الحرب وتأثير دخول إيران إلى الصراع، مع تساؤلات حول مواصلة الولايات المتحدة التحالف مع نتنياهو. في مكالمة هاتفية مع بايدن، دعا نتنياهو إلى وقف إطلاق النار وحماية المدنيين، مما جعل بعض المسؤولين الإسرائيليين يعتبرون ذلك صفعة وتدخلاً في شؤونهم.
تساءل الكتاب والمحللون عن نهاية الحرب وممارسات نتنياهو، حيث يسعى لخلق واقع جديد في الشرق الأوسط والقيام بعمليات عسكرية في لبنان، بينما تظل إسرائيل تحاول العبث بالسياسيات الإقليمية رغم تفوق الولايات المتحدة. يُظهر الشرخ المتزايد بين الديمقراطيين ونتنياهو جدلية جديدة حول استمراريته في السلطة، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تثبيت العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل. حتى الآن، لم تكن إسرائيل مشاركة في تقسيم المنطقة كما كانت من اختصاص دول القوى العظمى السابقة، مما يجعل تصرفاتها متنافرة مع السياسات العالمية.
تشير المؤشرات إلى أن نتنياهو يسعى لتغيير الوضع السائد في المنطقة وخلق سياسات جديدة تستند إلى التعاون الإقليمي والعسكري، وهو ما يتعارض مع مصالح الولايات المتحدة في المنطقة. يبقى السؤال حول كيفية تفادي تصاعد التوتر وخروج القوى الكبرى بخسائر مع استمرار حرب نتنياهو وتدخلاته. تجدر الإشارة إلى أن الحرب الأمريكية في غزة كانت استجابة للنشاط السياسي لحماس، وإن كانت تحمل عبء للدول الكبرى الآن، ولكن لا تزال مستمرة كما يصر نتنياهو على استمرارها. تحتاج الولايات المتحدة إلى الخروج من هذا الصراع بسرعة لتفادي تصاعد التوتر وحماية مصالحها في المنطقة.
يركز نتنياهو على استمرارية الحرب وتحقيق أهدافه السياسية والعسكرية على حساب التوتر الإقليمي وتدخل القوى الكبرى، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة وانهيار الأوضاع. من المهم أن تتماسك الأطراف الدولية لإيجاد حل للصراع في غزة وضمان حماية المدنيين وإيقاف التصعيد العسكري، إذ لا تزال هناك فرصة للسلام والاستقرار في المنطقة إذا تم تحديد استراتيجيات جديدة تتوافق مع مصالح الجميع. يظل الحوار السياسي والدبلوماسي ضرورياً لتجنب تفاقم الأزمة وإعادة بناء الثقة بين الأطراف المتنازعة.
