تتواصل “حرب المسيّرات” بين أوكرانيا وروسيا، حيث أعلنت موسكو إسقاط مجموعة من المسيّرات الأوكرانية فوق أراضيها. وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن قوات الدفاع الجوي أسقطت 6 طائرات مسيّرة أُطلقتها أوكرانيا، حيث احتجزت 5 منها فوق منطقة بيلغورود بالقرب من الحدود مع أوكرانيا وواحدة فوق شبه جزيرة القرم. ومع ذلك، نادرًا ما تكشف روسيا عن تأثير الهجمات الأوكرانية على بنيتها التحتية، بينما يقول مسؤولون في كييف إن استهداف البنية التحتية الروسية يقوض الجهود الحربية لموسكو.
وقد زادت روسيا خلال الربيع الماضي من ضرباتها على البنية التحتية المدنية في أوكرانيا باستخدام المسيّرات والصواريخ الموجهة. وتزعم موسكو أنها تقصف الأهداف العسكرية فقط، بينما ترد كييف بالهجمات المماثلة وتنتظر الدعم من حلفائها بسبب ضعف دفاعاتها الجوية. ومن ناحية أخرى، وافق الكونغرس الأميركي على تمويل بقيمة 6 مليارات دولار لشراء وتصنيع قذائف مدفعية بعيار 155 مليمترا لتعويض المخزونات المتضاءلة بسبب زيادة الطلب بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، حيث تتم إرسال القذائف بشكل يومي إلى أوكرانيا.
قال مسؤول بالجيش الأميركي إن محتاجة القذائف من هذا النوع زادت منذ بداية الصراع في فبراير 2022، وأنه تم تخصيص 6 مليارات دولار لشراء وإنتاجها. وبالنسبة لشركة جنرال دايناميكس، ستستفيد من هذا التمويل من أجل توفير معدات تحل محل تلك التي يتم إرسالها إلى أوكرانيا، بما في ذلك ذخائر المدفعية بعيار 155 مليمترا. وتعتبر هذه الصفقات جزءًا من جهود الدول الغربية لدعم أوكرانيا في مواجهة التصعيد الروسي.
تمثل “حرب المسيّرات” تحديًا جديدًا في الصراع بين أوكرانيا وروسيا، حيث يكثف الطرفان هجماتهما على بنية بعضهما البعض بشكل متزايد. ويعد استخدام المسيّرات والصواريخ تحولًا في طبيعة الحروب الحديثة، حيث يمكن للطرفين توجيه الهجمات بدقة أكبر وتحقيق أهداف عسكرية بأقل خسائر ممكنة. ومع استمرار تصاعد الأزمة بين البلدين، يظهر أن الدعم الدولي لأوكرانيا في زيادة مستمرة، ما يعزز قدرتها على مواجهة التحديات الروسية. ومن المتوقع أن تتصاعد العمليات العسكرية والهجمات السيبرانية في الفترة القادمة، مما يجعل الوضع في المنطقة أكثر توترًا وتعقيدًا.
باستمرار التطورات في الحرب بين أوكرانيا وروسيا، تزداد التحديات التي تواجه كل من الطرفين. وبينما تبادل الجانبان الهجمات والضربات، يظهر أن الصراع سيستمر لفترة طويلة وسيؤثر على العديد من الجوانب السياسية والاقتصادية في المنطقة. ومع تواصل التحالفات الدولية والدعم المتزايد لأوكرانيا، قد تعكس الأيام القادمة تبعات أعمق وأشد خطورة للصراع، مما يستدعي حلا سريعًا وفعالًا لتجنب تدهور الأوضاع الإنسانية والسياسية في المنطقة.















