Smiley face
حالة الطقس      أسواق عالمية

في ظل تزايد عدد الكتاب ونشر أعمالهم، يلاحظ أن بعض الكتاب يختارون الصمت وعدم الكتابة، سواء بسبب عوامل ذاتية أو موضوعية أو لتفادي التكرار. تسمى حالة الكتاب الذين يتوقفون عن الكتابة بـ “حبسة الكاتب”، حيث يوقفون نشاطهم الإبداعي لفترة طويلة. تعتبر هذه الحالة مثار للتساؤلات حول ما إذا كانت الكتابة قد بلغت سن اليأس في تلك الحالة.

توقفت الكاتبة زكيّة العتيبي عن الكتابة لمدة عشر سنوات، وشعرت أنها لم تعد صالحة للكتابة. ومع استعادتها لنشاطها الإبداعي، أكدت على أن الإبداع لا يصل إلى سن اليأس إلا بتعمد الكاتب نفسه. يذهب بعض الكتاب إلى أن الكتابة في الوقت الحالي تخضع لظروف ثقافية واجتماعية صعبة وتحد من مساحة التعبير، مما يؤثر على الإبداع وقدرة الكتّاب على اختراق المنظومة القديمة.

الناقد عبدالواحد اليحيائي يرى أن اليأس في الكتابة يكون حين ينقطع الكاتب عن الكتابة الجديدة أو المبدعة، وعندما لا يشعر بأهمية كتابته أو لا يرى شيئًا جديدًا يستحق الكتابة. يؤكد اليحيائي أن حالة اليأس قد تكون ناتجة من عوامل مختلفة تؤثر على الكاتب وقدرته على الابتكار في كتاباته.

الكاتبة جاكلين سلام تروي تجربة الكاتبة الكندية أليس مونرو التي توقفت عن الكتابة وعادت مجددًا لتحقق نجاحًا كبيرًا. تشير إلى أن كل كاتب يمر بمراحل مختلفة في حياته ولديه ما يريد قوله في كل مرحلة من عمره. تعتبر الحالة العربية مؤهلة لليأس في مختلف المراحل، ولكن ما يكتبه الكتاب العرب يعتبر محاولة جيدة في هزيمة اليأس واستكشاف التجديد في الكتابة.

الكتابة تعتبر عملية حيوية تتأثر بمختلف العوامل التي تحيط بالكاتب، مما يؤدي إلى تغيرات في نمط الكتابة ومستوى الابداع. تظهر الكتابة ككائن حي يمكن أن يمر بمراحل مختلفة كالمرض والموت والحياة والإبداع، ويعكس حالة الكاتب وتاثيرها على عملية الكتابة. بالتالي، يتأثر الكتاب بظروف محيطه وتجاربه الشخصية في رحلته الإبداعية، مما يمكن أن يؤدي في بعض الأحيان إلى وصوله إلى سن اليأس.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.