عندما يمتلك الباحث الكلمة والصورة معًا، يجذب الفيلم الانتباه والاهتمام للمشاهدين، وهذا بالضبط ما حاولت المخرجة جيجي حزيمة تحقيقه من خلال فيلمها “ذلك الشعور الذي”، الذي حصل على السعفة الذهبية في مهرجان الأفلام السعودية. يبدأ الفيلم بمشهد يمزج بين الرقص والموسيقى، ويستخدم تقنيات متنوعة مثل إيقاف الزمن والتصوير من زوايا مختلفة ليجعل المشاهد يشعر بالقطيعة بين الموسيقى والرقص. الفيلم يتناول قضايا الوجود والنضوج، ويستعرض الانتقال بين الماضي والحاضر بشكل مثير.
تتوالى الأسئلة الوجودية في الفيلم، حيث يتم تقديم تسلسل من الأسئلة التي تدور حول مفهوم الذات وهدف الحياة. تظهر شخصيات مختلفة تتفاعل مع بعضها البعض بشكل غامض ومثير، مما يجعل المشاهد ينغمس في تفاصيل القصة ويحاول فهم الرسالة وراء كل حركة وحديث. يتحدث الفيلم أيضًا عن مفهوم التمثيل ومدى تأثيره على الحياة الشخصية للشخصيات، ويقدم رؤية مختلفة حول مدى نضوج الفرد في تفاعله مع الأحداث والتحديات.
يتم استخدام تأثيرات بصرية مبتكرة في الفيلم، مثل تبديل بين الماضي والحاضر بشكل سلس، واستخدام الدمى والصور على الجدران كأدوات تعبيرية نابضة بالحياة. يتم تسليط الضوء على الصراعات الداخلية للشخصيات وعلى تطورهم خلال الأحداث، مما يجعل المشاهد يعيش واقع الشخصيات ويشعر بتباين المشاعر والتفاعلات بينهم. يتم توجيه الفيلم ببراعة نحو تحفيز التفكير والتأمل في معاني الحياة والوجود.
من خلال تقنيات الإخراج والتأثيرات البصرية، ينجح الفيلم في جذب انتباه المشاهدين وإيصال رسالته بشكل فعال. يتناول الفيلم قضايا عميقة ومعقدة من خلال شخصيات مختلفة وقصصهم المتشابكة، مما يجعله تحفة فنية تحاكي الحياة وتدفع المشاهد للتأمل والتفكير في مغزى الوجود والوجدان. بشكل عام، يعتبر فيلم “ذلك الشعور الذي” تجربة سينمائية استثنائية تستحق الاهتمام والتقدير.














