Smiley face
حالة الطقس      أسواق عالمية

نحن كائنات ناقصة، نسعى إلى مساندة أي نقص يعتري ذواتنا من خلال الفنون التي نبحث فيها عن الكمال. عندما يدخل الكاتب إلى عوالم الرواية أثناء الكتابة، يجد نفسه يستكشف الأفكار والشخصيات التي تمكنه من خلق اتزان داخلي في العمل الروائي. وبعد النشر، يعيش الكاتب والقارئ تجارب متباينة، حيث يجدهما مساندين لبعضهما في تقدير العمل الفني.

في رواية ” أنفس”، يطرح الكاتب تساؤلًا حول الارتباط العميق بين الكائنات ومفهوم الكمال، وكيف يصبح الآخر جزءًا لا يتجزأ من نقصنا، وكلما ابتعدنا عنه نشعر بالفراغ داخل أرواحنا. التفاعلات بين القارئ والكاتب تكشف لنا عن تباين الآراء والتعلق بالأفكار المطروحة في العمل الأدبي.

يستقطب محتوى الرواية الأشخاص إلى مناطق مختلفة، حيث تظهر المنطقة الوسطى كمكان آمن للفكر والتقدير دون مواجهة تهمة. لكن الوقوف في هذه الوسطية يثير مشاكل بين الكاتب والقارئ، حيث قد يجد الكاتب نفسه متضايقًا من تدخل القارئ في نقض أفكاره بعد الانتهاء من العمل الروائي.

الانتقادات والتعليقات السلبية تأتي كثيرًا مرتبطة بكلمة “لكن”، التي تظهر كتعبير عن رضى مشروط عند الاستمتاع بالأعمال الإبداعية. إن هذا النقض يظهر نزعة إنسانية تجبرنا على البحث عن نقاط الضعف فيما نرى من حولنا، بمحاولة تبرير ذات الكمال التي نسعى إليها ونجدها ناقصة.

بين الكاتب والقارئ، هناك اتفاق ضمني على دور كل منهما في العمل الروائي، وعندما يحدث تجاوز على هذا الاتفاق، يثير القارئ نقض كتابات الكاتب ويؤدي ذلك إلى الصدام بينهما. إن البحث عن الكمال والرغبة في التفوق تجعلنا نلتمس النقص والعيوب في كل ما نقابله، في نزعة إنسانية تعكس وجودنا ككائنات ناقصة نبحث عن التمام.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.