أعلنت جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” المرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن هجوم وقع في بوركينافاسو وأسفر عن مقتل ما يصل إلى 200 شخص وإصابة ما لا يقل عن 140 آخرين. ووقع الهجوم في منطقة بارسالوغو شمال مدينة كايا، وهي منطقة إستراتيجية تعتبر قوة دائمة تحمي العاصمة واغادوغو. المقاتلون فتحوا النار على أفراد كانوا يحفرون خنادق لحماية المواقع الأمنية، واستولوا على أسلحة وسيارة إسعاف عسكرية بعد الهجوم.
تم نشر مقاطع فيديو مروعة عن آثار الهجوم من قبل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، حيث ظهر الناس وهم يرقدون داخل الخنادق التي حفروها. المستشفى في المنطقة استدعى الأطباء والممرضات من كايا لمساعدة في علاج المصابين. كما أشارت تقارير إلى أن الجيش كان على علم بحدوث الهجوم ودعا السكان إلى حفر الخنادق، مما يوحي باليأس من القوات التي فقدت السيطرة على أراضيها لصالح الجماعات المسلحة.
بوركينافاسو قطعت علاقاتها مع الدول الغربية مثل فرنسا التي شاركت في مساعدة قوات الأمن بالبلاد، وطلبت مؤخراً مساعدة المقاتلين المرتزقة الروس لدعمها استراتيجيا وفي وقف الهجمات. الجهود لمكافحة الهجمات لا تزال غير كافية، وتقترب الهجمات أكثر فأكثر من العاصمة واظهرت تقارير أن القادة العسكريين التي وصلت إلى السلطة في انقلاب عام 2022، يواجهون محاولات انقلابية بسبب الاستياء من تعاملهم مع الجماعات المسلحة.
الهجمات المسلحة في بوركينافاسو أدت إلى مقتل آلاف الأشخاص وتشريد ملايين من السكان على مدى سنوات. وقد تصدرت البلاد قائمة النزوح الأكثر إهمالا في العالم، وأظهرت الإحصائيات أن العنف أدى إلى مقتل أكثر من 8400 شخص العام الماضي، وهو ضعف عدد القتلى عن العام السابق، وفقا للمجلس النرويجي للاجئين. الضغط المتزايد على الحكومة لوقف المأساة الإنسانية المستمرة في البلاد يستدعي تدخل دولي لدعم الجهود الرامية لإنهاء العنف وحماية المدنيين.