أجرى التونسيون انتخابات رئاسية اليوم الأحد ومن المتوقع أن تمنح الرئيس قيس سعيد ولاية ثانية، حيث قامت 9.7 ملايين ناخب بالإدلاء بأصواتهم في أكثر من 5 آلاف مركز اقتراع. ولوحظ أن نسبة المشاركة كانت أعلى بشكل ملحوظ، مما يشير إلى اهتمام الناخبين بهذه الانتخابات الهامة. ويبدو أن سعيد يواجه عقبات قليلة في الفوز بفترة ولايته الثانية، مما سيزيده من السلطة بعد تعليق البرلمان وإعادة كتابة الدستور.
تعد هذه الانتخابات الثالثة منذ الربيع العربي في عام 2011 الذي أطاح بالرئيس السابق زين العابدين بن علي، وهي تثير الكثير من التساؤلات حول نزاهتها وحريتها. وقامت سلطة تونسية باتخاذ إجراءات صارمة بما في ذلك اعتقال العديد من المعارضين وهذا دفع العديد من الأحزاب إلى دعوة لمقاطعة الانتخابات. يبدو أن سعيد بالرغم من انتقاداته يحظى بدعم عدد كبير من الناخبين.
تونس كانت تعتبر قصة نجاح وحيدة في الربيع العربي بعد أن أقرت دستور ديمقراطيا جديدا وحصلت على جائزة نوبل للسلام عام 2015. لكن اليوم، تواجه تحديات كبيرة في الاقتصاد مع ارتفاع معدلات البطالة والانخفاض في معدل النمو. كما زاد الهجرة بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها التونسيون.
قام سعيد بإيقاف البرلمان وإعادة كتابة الدستور وأعلن حالة الطوارئ مما أثار اعتراضات وغضب عدد من الأحزاب والمعارضين. ورغم هذا، فإن دستوره الجديد تمت الموافقة عليه بنسبة جيدة من الناخبين في استفتاء، ولم يبدو أن هذه التحركات قد زادت من شهرة سعيد.
على صعيد العلاقات الخارجية، احتفظت تونس بعلاقاتها التقليدية مع حلفائها الغربيين وأقامت شراكات جديدة خاصة مع إيران والصين. ورفضت تونس الاتفاقيات التي تتضمن شروط صعبة من البنك الدولي، مما أثار تساؤلات بين المستثمرين. وفي ظل هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة، يترقب التونسيون نتائج الانتخابات بفارغ الصبر ويأملون في مستقبل أفضل لبلادهم.