توجهت إسرائيل إلى ممر نتساريم في جنوب مدينة غزة بعد اندلاع الحرب هناك في أكتوبر، في محاولة للسيطرة على هذا المحور الاستراتيجي الهام. يعتبر هذا الممر منطقة ذات أهمية تاريخية للشعب الفلسطيني، حيث شهد الكثير من الأحداث الهامة على مر العصور. وتسببت هذه الخطوة في استحضار ذكريات مؤلمة لأبناء غزة، الذين يخشون عودة الحياة تحت سيطرة إسرائيل مرة أخرى.
ومحمد السيقلي، الذي يعيش في مخيم النصيرات، شاهد إعادة ظهور أضواء مستوطنة نتساريم، مما أثار في ذاكرته ذكريات مريرة. وعبر عن قلقه من عودة التوترات والصراعات إذا سمحت إسرائيل بالسيطرة على الممر مجدداً. يذكر أن هذا الممر كان جزءاً من المستوطنات الإسرائيلية في غزة قبل انسحاب إسرائيل من المنطقة في عام 2005.
والمؤرخ الفلسطيني عبد الله كلبونة أوضح أهمية محور نتساريم على مر التاريخ، مشيراً إلى أن قطاع غزة كان دائماً مركزاً للصراعات والمعارك. كما شهد المحور العديد من الأحداث الدموية خلال انتفاضة الأقصى في عام 2000. ويسعى الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة على هذا الممر الاستراتيجي الهام.
ويتفق الخبراء على أهمية ممر نتساريم للاستراتيجية الأمنية، مشيرين إلى أن تحكم إسرائيل عليه يعيق حركة المقاومة ويمنع عودة النازحين إلى الشمال. وتشير تصريحات الخبراء العسكريين إلى أن حماس تسعى إلى منع السيطرة الإسرائيلية على الممر لضمان أمن المنطقة وحرية الحركة.
تظهر الخلافات بين إسرائيل وحماس حول ممر نتساريم، حيث تسعى إسرائيل لتعزيز سيطرتها عليه كجزء من استراتيجية أمنية، بينما تعمل حماس على منع ذلك لضمان أمان المواطنين وحرية الحركة. يبقى هذا الممر مكاناً للصراعات الدائمة بين الطرفين، مما يجعل الوضع في غزة غير مستقر ومحفوف بالتحديات المختلفة.
