العنوان: تحدثنا مع جد يعاني من الحنين لعائلته
التقى الشخص صاحب القصة بجد في مقهى قريب من منزله، حيث لاحظ الضطراب على وجهه رغم هدوئه. كان بابتسامته المكسورة ونظراته الكئيبة تعكس قلبًا متورمًا من الألم. كان ينبعث من داخله طاقة من الحزن تدفقت في دموع تلمع على أهدابه. شجع منظره معنى على الاهتمام بشكواه، فكشف له عن معاناة ترتبط بحنانه العقيم لعائلته.
كانت تنهيدات الجد تعبر عن شوقه لمعانقة أحفاده وخاصة من بناته، وهو يعاني من قلة الاهتمام من قبل ابنه الأكبر المقيم في نفس المبنى. كان يرغب في لحظات الاتصال الحميمية معهم، لكن الواقع كان يخيب آماله بسبب سلوك ابنه “العود” الذي حطم جمال حكاياته وعلاقته بأحفاده. كانت تلك الدغدغة الجانبية أشبه بشقاء يعيشه الجد كسياق شتوي.
كانت معاناة الجد الخجول تمثل قصة ليست قليلة في المجتمع، بعدم الاهتمام بمعاناتهم وتجاهل حاجاتهم. كانوا يعيشون بين أحفادهم غرقى في ذكريات الماضي ومع انقطاع الاهتمام تكونت جدران من الحنين والغيبوبة الجميلة. لم يقدم المجتمع المساعدة الكافية لهؤلاء الجدود المحرومين من الرعاية والاهتمام، وفقط كانوا متفرجين على دموعهم الثقيلة دون فعل شيء لمساعدتهم.
كانت الحياة الجميلة التي كان يعيشها الجد بجانب أحفاده تتحول بلا إفلاسنا الحقيقي، وجفلنا عن مشاكلهم واحتياجاتهم. كانت أرواحهم تصمت بسبب عدم وجود الدعم الذي يليق بهم، فزادناهم ضغطًا وقهرًا. كانوا يعيشون وسط الندم والانكسار بسبب عدم تقديمنا لهم المساعدة والدعم الذي يستحقونه، وكأنهم يعيشون في صومعة منتصبة خلف سياج اللا اهتمام.
في نهاية المطاف، يبقى الحب الجميل والحنين الدافئ بين الأجداد وأحفادهم ومن يحبونهم. العجوز الذي التقى به صاحب الحكاية يعاني من الشوق لهذا الحب، ولكنه للأسف يعيش في عالم من الحزن والتهميش. يظل الاهتمام بالجدود ذو أهمية قصوى لتخفيف معاناتهم وإعادة بعض الحياة والفرح لأيامهم القديمة.















