يواجه النظام السوري التحديات والضغوطات منذ بداية الحرب في غزة، وذلك بفعل الهجمات التي تعرضت لها القنصلية الإيرانية في دمشق والتي نسبت إلى إسرائيل. يحاول الرئيس بشار الأسد الحفاظ على التوازن بين داعميه الرئيسيين، إيران وروسيا، مع تجنب الانجراف إلى النزاع بين حماس وإسرائيل. وقد تلقى تحذيرات واضحة من إسرائيل بشأن استخدام سوريا ضدها، وهذا يعكس الجهود للحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
تزايدت ضربات إسرائيل المتوجهة نحو أهداف إيرانية في سوريا منذ بداية النزاع، مما أسفر عن مقتل قادة عسكريين إيرانيين بارزين. استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق ومقتل قادة في الحرس الثوري كانت رسالة قوية لطهران، التي ردت بقوة على إسرائيل. وبالرغم من تزايد حدة الصراع، فإن الحكومة السورية تحاول الابتعاد عن الاشتباك في غزة.
قد يؤدي تصعيد الوضع في غزة إلى تداعيات سلبية على الجبهة السورية، حيث تغلب الهدوء على المنطقة لسنوات عديدة. بينما يتحالف حلفاء إيران في لبنان والعراق واليمن مع حماس ضد إسرائيل، لا تزال هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل تشهد هدوءًا نسبيًا وتجنبًا للمواجهات المباشرة.
إيران قد خفضت وجودها العسكري في المناطق الحدودية مع الجولان في سوريا، في محاولة للتهدئة مع إسرائيل بعد الضربات المتكررة. من جهتها، أعلنت روسيا إنشاء مركز لرصد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا في الجولان. الأسد يسعى للحصول على مقابل دبلوماسي للابتعاد عن النزاع في غزة.
بعد عقد من العزلة الدبلوماسية، يحاول الأسد إعادة تعويم نظامه من خلال استعادة العلاقات مع الدول الخليجية وإعادة إعمار البلاد. في حين شهدت معظم العواصم العربية مظاهرات دعماً للفلسطينيين في غزة، فقد شهدت دمشق تحركات محدودة. العلاقة بين النظام السوري وحماس تراجعت بشكل كبير منذ بداية النزاع في سوريا، وقد يكون هناك تطور في هذه العلاقة في المستقبل.
يرى الأسد أنه يجب الأولوية للمعارك الداخلية في سوريا، وقد تنشب عودة علاقة ودية مع حماس في المستقبل. بينما يتحاشى النزاع المباشر، يحاول الأسد إعادة بناء نظامه واستعادة مكانته الدولية والإقليمية.