Smiley face
حالة الطقس      أسواق عالمية

تعيش الفتاة الفلسطينية مها السرسك، التي تبلغ من العمر 15 عامًا، في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، حيث تعمل بجد لتعبئة غالونات المياه من أجل توفير دخل لعائلتها التي تضم 10 أفراد. تتنقل مها يوميًا من حي الشجاعية شرقي مدينة غزة إلى وسط القطاع، حاملة غالونين من المياه، لتعبئتها وتستخدمها في غسل ملابس وأواني نازحين في مستشفى شهداء الأقصى. الفتاة تتحمل العبء الكبير نتيجة الحرب الإسرائيلية التي اجتاحت المنطقة منذ سبعة أشهر، وتواجه نقصًا كبيرًا في المياه بسبب انقطاع إمداداتها.

مها تروي قصتها بشجاعة، مؤكدة على أنها نزحت من حي الشجاعية قبل 6 أشهر بسبب القصف الإسرائيلي، واضطرت إلى العمل الشاق لجلب الدخل لعائلتها. في بادئ الأمر، كانت تعمل في بيع الخبز من المخابز وتحتفظ بالأرباح، ولكن هذا العمل كان شاقًا وغير كافٍ لإعالة الأسرة. لذلك، بعد بحث مضنٍ، وجدت في غسل الملابس للنازحين فرصة لكسب المزيد من الدخل، وبالتالي توفير احتياجات العائلة.

تصف مها تجربتها بأنها فقدت طفولتها وأصبحت تعيش في جو من الرعب والقلق بسبب الحرب، معربة عن أملها في انتهاء الصراع وعودتها إلى منزلها في حي الشجاعية. تقول إنها تحمل هذا العبء بشجاعة من أجل عائلتها التي تعيش في ظروف قاسية، وتستمر في العمل الشاق رغم الظروف الصعبة التي تواجهها.

مع نحو مليوني نازح في القطاع، تقاوم مها الصغيرة الصعوبات والتحديات التي تواجهها من أجل إعالة عائلتها. تقطع مشقة طويلة لجلب كميات قليلة من المياه، وتقف في طوابير طويلة لتعبئتها، وكل ذلك بهدف تخفيف معاناة النازحين من نقص المياه والخدمات الأساسية.

الحرب واقتصاد النزوح جعلت مها تضطر إلى التحول من بيع الخبز إلى غسل الملابس للنازحين، بحثًا عن دخل يساعدها في تلبية احتياجات أسرتها. تعمل بجهد واجتهاد، رغم صغر سنها، من أجل ضمان قوت يومها ومساعدة أفراد عائلتها في البقاء على قيد الحياة في ظل الظروف الصعبة.

يعكس عمل مها وصمودها الكبير في مواجهة التحديات اليومية حاجة النازحين في قطاع غزة إلى الدعم والمساعدة. تعبر قصتها عن قوة الإرادة والصمود، وعن العزيمة القوية التي تمكنها من التغلب على الصعوبات والظروف القاسية التي تواجهها، وتحفز الناس على تقديم المساعدة والدعم لهم.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.