أشارت التقارير إلى أن القصف الجوي الإسرائيلي الذي وقع اليوم السبت أدى إلى تدمير العديد من المنازل في شمال قطاع غزة، بما في ذلك منزل مراسل الجزيرة أنس الشريف في مخيم جباليا. وقد أسفر القصف عن سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى في منطقة شارع السكة شرق مخيم جباليا، حيث تركزت الغارات الجوية بشكل عنيف. وأفاد الشريف بأن طائرات الاحتلال شنت أزيد من 70 غارة جوية عنيفة على مناطق متفرقة من شمال قطاع غزة، ولا يستطيع الدفاع المدني والطواقم الطبية الوصول لجميع المناطق بسبب كثافة القصف.
تلقى مراسل الجزيرة، أنس الشريف، تهديدا بالقتل من ضباط إسرائيليين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لوقف تغطيته الإخبارية والنزوح من شمال القطاع. وبعد شهر من تلقيه التهديد، تعرض منزله لقصف من قبل قوات الاحتلال، مما تسبب في استشهاد والده. وفيما يتصاعد العنف، طالب جيش الاحتلال الإسرائيلي في الساعات الأولى من صباح اليوم بتهجير جميع السكان والنازحين في مناطق جباليا، ومناطق أخرى شمالية من القطاع.
وتجدر الإشارة إلى أن مناطق غرب مدينة غزة كانت قد دمرت بشكل كامل في الحرب السابقة التي شنتها إسرائيل منذ 7 أشهر. ومنذ بداية حملة القصف في أكتوبر/تشرين الأول 2023، يعاني سكان القطاع من تدمير هائل وخسائر بشرية فادحة، مما أدى إلى مقتل وإصابة مئات الآلاف، بما في ذلك أطفال ونساء. وقد دعت المحكمة الدولية إلى محاكمة إسرائيل بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية” في ضوء الأحداث الدامية التي شهدتها غزة.
يواصل الجيش الإسرائيلي شن حملته القاسية على غزة، مما يزيد من الدمار والخراب في المنطقة. ففي ظل تصاعد العنف والعدوان، يعيش سكان القطاع في حالة من الخوف والانعزال، مع عدم قدرتهم على الوصول إلى المأوى أو الخدمات الضرورية نتيجة للقصف الدائم الذي يعصف بالمنطقة. وتتزايد الأزمة الإنسانية في غزة يوما بعد يوم، مع تفاقم الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها السكان.
تثير الأحداث الدموية والقصف العشوائي في غزة مخاوف المجتمع الدولي، الذي يدعو إلى وقف فوري للعنف واحترام القوانين الدولية. وفي هذا السياق، تستمر الدعوات إلى محاسبة إسرائيل على جرائمها الحربية وانتهاكات حقوق الإنسان، وضرورة حماية المدنيين الأبرياء في ظل العمليات العسكرية الوحشية التي تستهدفهم. وعلى الرغم من الجهود الدولية لوقف الصراع، إلا أن القصف المستمر يعزز المعاناة والدمار في غزة، ويتطلب تدخلا فوريا لحماية الحياة الإنسانية وإنهاء العنف والعدوان على الفلسطينيين في القطاع.
