أثارت مشاهد نزوح عدد من سكان بيت لاهيا شمالي قطاع غزة انتباه الجميع، بعد أن طالبت قوات الاحتلال الفلسطينيين بضرورة إخلاء منازلهم في سبيل السلامة. انتشرت تلك الصور بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى تعبير عدد كبير من الناس عن تضامنهم مع الأهالي الذين يرفضون مغادرة منازلهم رغم قسوة الأوضاع التي يواجهونها. هذا الأمر رفع مستوى التوتر في المنطقة، خاصة بعد طلب قوات الاحتلال إخلاء أحياء بيت لاهيا التي تعتبر منطقة قتال خطيرة بسبب القصف الإسرائيلي الكثيف الذي يستمر بشكل متواصل.
يعيش في بيت لاهيا قبل الحرب أكثر من 18 ألف فلسطيني، لكن بسبب القتال المحتمل في المنطقة، بدأ العديد منهم في النزوح تحسباً لأي هجوم محتمل من قبل الاحتلال. ومع تصاعد المخاوف من احتمالية شن الاحتلال عملية عسكرية جديدة في بيت لاهيا، برزت مشاهد مؤثرة لعائلات تغادر منازلها في ظل القصف والدمار الذي يحيط بهم. كما بدأت الصحف الإسرائيلية تتحدث عن استعدادات لشن عمليات في المنطقة، ما يزيد من التوتر والقلق في القطاع.
من بين مشاهد النزوح التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، ظهرت فتاة تبكي بحرقة وهي تغادر منزلها مع أقاربها، بينما تداول رواد الإنترنت فيديو لطفل يحاول الفرار من القصف وهو يحمل أخاه الأصغر وعمره حوالي 30 شهرًا. وفي ضوء تلك الأحداث، تعبر العديد من الشخصيات على المواقع الاجتماعية عن دعمهم وتضامنهم مع الفلسطينيين وصمودهم أمام الاحتلال والظروف الصعبة التي يواجهونها.
رصد برنامج “شبكات” جانبًا من تعليقات المغردين على مشاهد النزوح، حيث عبرت العديد من الأشخاص عن استنكارهم لسياسة الاحتلال وضغطه المستمر على المدنيين الفلسطينيين. وفيما أشاد بعضهم بجمال القطاع وصمود أهله، وجد آخرون أنهم لا يجدون مبررًا لما يتعرض له الأطفال والعائلات الفلسطينية من قسوة وظلم من قبل الاحتلال.
يجدر بالذكر أن هناك نحو مليوني نازح في قطاع غزة منذ بدء الحرب الإسرائيلية، حيث يوجد أكثر من 85% من سكان القطاع في حالة نزوح بسبب القتال المستمر. يتزايد القلق بشأن تحولات الأوضاع في المنطقة، خاصة مع استعدادات الجيش الإسرائيلي لشن عمليات عسكرية جديدة في بيت لاهيا، مما يجعل الأهالي يعيشون في حالة من الترقب والتوتر المستمر.