قد اعتبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قد ألحقت دمارًا هائلًا بالمدن الفلسطينية، يفوق حتى ما تعرضت له مدن ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية. وفي خطاب ألقاه أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، أكد بوريل أن أكثر من 60% من البنية التحتية في غزة تضررت، و35% منها دمرت بالكامل، إضافة إلى مقتل 249 شخصًا من العاملين في المجال الإنساني ونحو 100 صحفي في الهجمات الإسرائيلية على القطاع.
وشدد بوريل على ضرورة على إسرائيل احترام القانون الدولي وتنفيذ الإجراءات المؤقتة التي أمرت بها محكمة العدل الدولية لضمان حماية جميع المدنيين في غزة. وذكر أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2728 يطالب بالوصول الكامل للمساعدات الإنسانية إلى غزة، وهو الأمر الذي يجب على إسرائيل الامتثال له. وأعرب عن مخاوفه من مغبة اجتياح رفح جنوبي قطاع غزة الذي يوجد به حوالي 1.4 مليون نازح فلسطيني، محذرًا من “عواقب كارثية” قد تنجم عن تلك الخطوة.
ويعود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2728 الذي اعتمد في 25 مارس الماضي، إلى المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان الماضي، بهدف وقف المعارك بشكل دائم. وقد تشن إسرائيل حربها على غزة منذ أكثر من ستة أشهر، مما أسفر عن سقوط عشرات الآلاف من الضحايا بين شهداء وجرحى من المدنيين، وغالبيتهم من الأطفال والنساء.
وفي سياق متصل، أصدرت محكمة العدل الدولية قرارًا في 26 يناير الماضي يدعو إسرائيل إلى اتخاذ التدابير اللازمة لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة. وكانت هذه القضية قد رفعت ضد إسرائيل من قبل جنوب أفريقيا، وتمثل تلك الدعوى تحقيقًا للعدالة وحماية المدنيين الفلسطينيين من الهجمات الإسرائيلية غير المبررة.
وبناء على ذلك، تجدر الدعوة إلى مزيد من التحرك الدولي لحماية السكان المدنيين في غزة ومنع وقوع المزيد من الدمار والخسائر البشرية. يجب على الدول الأعضاء في المجتمع الدولي العمل بقوة لضمان وصول المساعدات الإنسانية الضرورية إلى سكان غزة، واتخاذ إجراءات فورية لوقف العنف والمعاناة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني.
