قدمت وكالة بلومبيرغ تقريراً يكشف عن تكثيف إسرائيل استعداداتها لحرب محتملة ضد حزب الله اللبناني. وأظهر التقرير أن إسرائيل تقوم حالياً بتدابير لمواجهة الأعمال العدائية، بما في ذلك تدريبات عسكرية إضافية للقوات في شمال البلاد وإنشاء منشآت تخزين إضافية. ويرتبط هذا الاستعداد بزيادة التوترات بين إسرائيل وحزب الله منذ بداية الهجمات بينهما منذ اكتوبر الماضي، وتصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران مؤخراً، مما يزيد من احتمالية نشوب حرب شاملة.
مسؤول إسرائيلي كشف أن حزب الله يمتلك حوالي 150،000 صاروخ معظمها ذو مدى طويل يمكنها الوصول إلى أي مكان في إسرائيل. وأشار إلى أن تقديرات إسرائيل تشير إلى إطلاق ما يصل إلى 5000 صاروخ يومياً من لبنان خلال حرب شاملة، بالإضافة إلى صواريخ من وكلاء آخرين في اليمن والعراق وسوريا. كما لم يستبعد ان يحاول حزب الله استهداف منشآت البنية التحتية مثل محطات الطاقة والموانئ والمطارات.
تستمر إسرائيل استعداداتها لحرب مع حزب الله منذ أكثر من 15 عاماً، حيث أنشأت هيئة طوارئ وطنية للتنسيق بين الوزارات الحكومية والسلطات المحلية والوكالات الأخرى. وكشف التقرير عن وجود خطة سرية تحمل اسم “البوصلة”، تحدد قدرات حزب الله والحد الأقصى للضرر الذي يمكن أن تسببه الهجمات، بالإضافة إلى مخزونات الطوارئ وعمليات الإجلاء المحتملة. ومن المعروف أن إسرائيل تركز أيضاً على ضرب البنى التحتية لحزب الله لتقليل تأثير هجماته.
تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل تستمر في تبادل إطلاق النار مع حزب الله بشكل شبه يومي، لكن الاشتباكات تزيد من حدتها خاصة بعد بدء إسرائيل وإيران بمهاجمة بعضهما بعضاً مباشرة. وتشمل استعدادات إسرائيل تدابير إضافية على مستوى التدريبات العسكرية لتعزيز قدرات القوات البرية والبحرية والجوية في المناطق الشمالية، بالإضافة إلى إنشاء منشآت تخزين لتسهيل التعبئة السريعة والواسعة في حال نشوب صراع.
بالنظر إلى الوضع الحالي، يمكن القول إن التوترات بين إسرائيل وحزب الله تشهد تصاعداً مستمراً، مما يجعل استعدادات الطرفين لحرب محتملة تتزايد. وبالنظر إلى الأسلحة الضخمة التي يمتلكها حزب الله والتهديد المحتمل للبنى التحتية في إسرائيل، يبدو أنه من المهم بذل جهود كبيرة للحفاظ على الاستقرار في المنطقة وتجنب نشوب حرب شاملة قد تكون لها عواقب وخيمة على الطرفين والمنطقة بشكل عام.
