رأت صحيفة “نيويورك تايمز” أن حكم المحكمة الدولية بتعليق حملة إسرائيل العسكرية في رفح يضع ضغطًا دبلوماسيا وقانونيًا على إسرائيل ويهدد مكانتها الدولية. وأشارت إلى أن هذا القرار يأتي في سياق من الإجراءات التي تقوض سمعة إسرائيل بين الدول العالمية، بما في ذلك دعوة المدعين العامين للاعتقال بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت، بالإضافة إلى تحركات دولية أخرى مثل الاعتراف بفلسطين كدولة من قبل دول أوروبية. وأشارت إلى أن هذه التحركات تهدد أيضًا بزوال النفوذ الأمريكي في المشهد الدولي.
واستعرضت الصحيفة آراء بعض الساسة والمحللين السياسيين الإسرائيليين الذين رأوا أن هذه التحركات تجعل نتنياهو يقوى موقفه في الداخل الإسرائيلي، حيث يستخدم الانتقادات الخارجية للتوحيد الداعمين له داخلًا. وأشار أحد السياسيين إلى أن هذا العزل بالخارج يمنح نتنياهو فرصة لتقديم نفسه كدافع عن إسرائيل ويزيد من دعمه المحلي المتراجع. ورأى آخر أن هناك تغييرًا في قواعد السياسة الدولية يجعل دول العالم تتجاوز الولايات المتحدة وتلجأ إلى محاكم دولية للتصدي لإسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى تزايد العزلة الثقافية والأكاديمية لإسرائيل، حيث أعلنت جامعات في العديد من الدول الأوروبية عن قطع العلاقات مع جامعات إسرائيلية، بالإضافة إلى رسالة مفتوحة وقعها آلاف الفنانين لمنع إسرائيل من المشاركة في مهرجانات فنية عالمية. واستعرضت الصحيفة تحركات دولية أخرى مثل قرارات تركيا وبيليز وبوليفيا وكولومبيا بقطع العلاقات مع إسرائيل كجزء من موجة الانتقادات الدولية للحملة العسكرية التي شنتها إسرائيل في غزة.
وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى تحول في مواقف الحلفاء التقليديين لإسرائيل مثل الولايات المتحدة وألمانيا، حيث اتخذوا مواقف أكثر انتقادا للحكومة الإسرائيلية في محاولة للدفاع عنها من الانتقادات الأجنبية. وأشارت إلى أن هذه التحركات تهدد بزوال النفوذ الأمريكي وتشكل تحديًا جديدًا في سياق السياسة الدولية، ما قد يؤدي إلى زيادة الضغوط على إسرائيل وتعزيز الدعم للفلسطينيين. وختمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أن إسرائيل تواجه تحديات دبلوماسية وقانونية متزايدة تهدد مكانتها الدولية وتجعلها تواجه عزلة تزيد من الضغط عليها.















