اندلعت مظاهرات واعتصامات في عدد من الجامعات الأميركية، بمن فيها جامعات شهيرة مثل كولومبيا وييل وهارفارد، تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. تنامت الاحتجاجات ضد الحرب التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين، كما تم رفض استثمار تلك الجامعات في شركات تدعم الاحتلال الإسرائيلي. اعتبرت هذه الاحتجاجات انتفاضة طلابية تعبر عن استنكار للمواقف الأميركية المتماهية مع الرواية الإسرائيلية.
واجهت هذه الاحتجاجات استنكاراً واعتراضاً من بعض الأوساط السياسية الأميركية، حيث اتُهمت بتجاوزات مثل “معاداة السامية” وانتهاك الحريات، وقد تم اعتقال مئات الطلاب والأساتذة خلال محاولة فض الاعتصامات بالقوة. تناولت بانوراما الجزيرة نت هذه الأحداث بالتفصيل، مستعرضة مشاهدات المشاركين في الاحتجاجات وروايتهم لتجاربهم، إلى جانب آراء محللين ومسؤولين يتحدثون عن هذه الظواهر ويحللونها بشكل موسع.
يأتي هذا التفاعل الساخن في الجامعات الأميركية ضمن سياق الحركة العالمية التي تندد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتطالب بوقفه وإنهاء الاحتلال. تبدو هذه الانتفاضة الطلابية في الولايات المتحدة كجزء من حملة عالمية ترفض سياسات القمع والاحتلال، وتؤكد على ضرورة احترام حقوق الإنسان والحق في النضال من أجل العدالة والحرية.
على الرغم من وجود تباين واعتراض داخل الأوساط الأميركية حيال هذه الحركات الطلابية، إلا أنها تعكس مدى الغضب والاستياء العام من الحروب والاضطهادات التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين. تظهر هذه الاحتجاجات قوة الشعور بالعدالة والضمير الإنساني الذي يجمع بين الطلاب والأساتذة في مواجهة الظلم والقمع.
على الجانب السياسي، تكشف هذه الاحتجاجات عن تحول في توجه الشباب الأميركي نحو القضايا العادلة والإنسانية، واهتمامهم بالقضايا الدولية والعدالة الاجتماعية. تعكس هذه الحركة الطلابية رغبة الشباب في المساهمة في تغيير الواقع والعمل على بناء عالم أفضل مبني على العدالة والمساواة واحترام حقوق الإنسان.
في النهاية، تعكس انتفاضة الجامعات الأميركية ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مدى تأثير القضية الفلسطينية على الساحة الدولية وقدرتها على توحيد الناس حول العدالة والحق والحرية. تعتبر هذه الحركة الناشئة بمثابة رسالة قوية تذكرنا بأن قوة الشعب تكمن في وحدته وقدرته على التصدي للمظالم بكل أشكالها والنضال من أجل إنقاذ الإنسانية من الظلم والاضطهاد.















