أثار حادث انهيار بناية من 3 طوابق في مدينة طنجة المغربية تفاعلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره الكثيرون دليلا على المخالفات التي تحيط بعمليات البناء. وأسفر الحادث عن وفاة حارس العقار الذي بقي 14 ساعة تحت الأنقاض قبل أن يتم انتشال جثته من قبل فرق الإنقاذ. وقد نشبت الحادثة في حي الرهراه حيث كان صاحب العقار حصل على رخصة بناء عمارة سكنية في عام 2021، لكن تم إيقاف البناء بعد وصوله إلى الطابق الثالث بسبب رخاوة الأرض وتشبعها بالمياه.
وفي الوقت الذي كانت البناية تقف في مرحلة الأعمدة والسقوف فقط، جاء الانهيار الذي أسفر عن مقتل حارسها، الذي اتصل بعائلته في وقت سابق ليخبرهم بأن البناية تهتز ولم يكن يعرف إلى من يتوجه. وأكدت عائلته أنها اتصلت بالشرطة ووجدت كل أغراضه في مكانها، وهذا دفع السلطات لبدء تحقيق في الحادث لمعرفة الأسباب الحقيقية وتحديد المسؤوليات.
تعليقا على الحادث، عبر العديد من المواطنين عن قلقهم وانزعاجهم من السرعة التي تتم بها عمليات البناء في الرهراه، معتبرين ذلك دليلا على وجود مخالفات وأمور غير قانونية. ودعوا السلطات إلى التعلم من هذا الحادث المؤسف واتخاذ الإجراءات الضرورية لضمان سلامة العقارات والمواطنين.
وأكدت بعض الآراء أن منح رخصة البناء للعقار على أرض رخوة ومشبعة بالمياه كانت جزءا من الأسباب التي أدت إلى وقوع هذا الحادث المأساوي. وعبر العديد من الأشخاص عن استيائهم من عدم وجود مراقبة صارمة على عمليات البناء وتداول الرشوة، مما ينتج عنه خسائر بشرية كبيرة كما حدث في هذه الحادثة.
وفي هذا السياق، أعرب البعض عن استغرابهم واستنكارهم للتقصير في تقديم الدعم والإنقاذ اللازم لحارس البناية الذي بقي تحت الأنقاض لفترة طويلة، مما يثير تساؤلات حول قدرات وامكانيات السلطات في التعامل مع حالات الطوارئ. وأكد البعض على أهمية تشكيل لجنة مراقبة للتربة والمواد المستخدمة في البناء لتفادي وقوع حوادث مماثلة في المستقبل.
وفي النهاية، أشار السكان المحليون إلى أن هذا الحادث قد يكون بمثابة إنذار لعمارتين أخريتين مأهولتين بالسكان يرون أنهما معرضتان للخطر، مما يجعلهم يعيشون في حالة من القلق والتوتر المستمر. وطالبوا السلطات بالتدخل العاجل لاستقرار الأوضاع وتفادي وقوع مشاكل أخرى في المستقبل.













