Smiley face
حالة الطقس      أسواق عالمية

Summarize this content to 2000 words in 6 paragraphs in Arabic
في حين ادّعت الجماعة الحوثية أن إفراجها عن أفراد طاقم السفينة «غالاكسي ليدر» جاء بالتنسيق مع حركة «حماس»، وأعلنت تسليمهم إلى سلطنة عمان التي قامت بدور الوساطة، أكدت مصادر يمنية لـ«الشرق الأوسط» أن عملية الإفراج حدثت ضمن محاولات لإيقاف صدور قرار الإدارة الأميركية بتصنيف الجماعة منظمة إرهابية أجنبية.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أصدر، الأربعاء، أمراً بإدراج الجماعة الحوثية على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، بسبب أنشطتها التي «تهدد أمن المدنيين والعسكريين الأميركيين في الشرق الأوسط»، و«سلامة أقرب شركاء الولايات المتحدة الإقليميين، واستقرار التجارة البحرية العالمية».
في هذا السياق، يقرأ فياض النعمان، وكيل وزارة الإعلام اليمنية، الخطوة الحوثية، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن الجماعة حاولت، بالتعاون مع أطراف إقليمية، تجنب القرار الأميركي، وإبداء حسن النوايا بعد إدراكها حدوث تغير جذري في السياسة الأميركية بتولي ترمب مقاليد الحكم.
وأشار النعمان إلى أن الجماعة الحوثية سعت إلى الحفاظ على الصورة التي زعمتها لنفسها أمام أنصارها، بزعم أن عملية الإفراج تمت بطلب من حركة «حماس»، بينما كانت تحاول تجنب عقوبات قاسية، إلا أن تصريحات وزير الخارجية العماني، الذي تحدث عن الوساطة والجهود المبذولة للإفراج عن الطاقم، فضحت تلك المزاعم.
قادة حوثيون يعقدون مؤتمراً صحافياً في مطار صنعاء خلال الإفراج عن طاقم السفينة «غالاكسي ليدر» (إعلام حوثي)
ويرى المسؤول اليمني أن الجماعة تعيش تخبطاً كبيراً هذه الفترة، وعدّ عملية الإفراج عن طاقم السفينة دليلاً على ذلك، لكونها اضطرت إلى التفريط بورقة ابتزاز كان يمكن أن تستخدمها مستقبلاً، من أجل تجنب قرار تصنيفها منظمةً إرهابية، وهو المكسب الذي كان واضحاً استحالة الحصول عليه.
وأورد القرار الأميركي في حيثياته أن سياسة الولايات المتحدة هي التعاون مع شركائها الإقليميين؛ «للقضاء على قدرات وعمليات الجماعة، وحرمانها من الموارد، وبالتالي إنهاء هجماتها على العسكريين والمدنيين الأميركيين، وشركاء الولايات المتحدة، والشحن البحري في البحر الأحمر».
محاولة للنجاة
يكشف مصدر مطلع في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء عن أن الجماعة الحوثية تعرضت لضغوط شديدة من قبل سلطنة عمان؛ لإلزامها بالإفراج عن طاقم السفينة دون شروط، وبينما كانت الجماعة تسعى لإثبات أنه يمكن التفاوض معها، وتخفيف صرامة القرار الأميركي أو تجنبه، فإن السلطنة سعت لإثبات عدم قبولها بالممارسات الحوثية أو توفير الحماية لها.
عدد من أفراد طاقم السفينة المختطفة يبتسمون خلال الإفراج عنهم (إكس)
ونوه المصدر إلى أن الخارجية العمانية لم تتطرق إلى دور الجماعة في عملية الإفراج، واكتفت بالحديث عن الجهود الجماعية التي بُذلت من أجل نجاح العملية، وهو ما يعكس حالة العزلة التي بدأت تحيط بالجماعة، كنتيجة طبيعية لممارساتها وتعنتها في الاستجابة لكل النداءات بوقف أعمالها العدائية، بحسب رأيه.
وكان وزير الخارجية العماني بدر البورسعيدي أكّد، الأربعاء، نجاح إطلاق سراح طاقم سفينة «غالاكسي ليدر» البالغ عددهم 25 بحاراً، ووصولهم بسلام إلى العاصمة مسقط، مشيداً بالجهود الجماعية في معالجة التحديات الإنسانية، ومؤكداً التزام السلطنة «بدعم مثل هذه المبادرات بروح الحوار والثقة والشراكة».

يسعدنا أن نؤكد إطلاق سراح طاقم سفينة جالكسي ليدر ووصولهم سالمين إلى سلطنة عمان. ويبلغ عددهم 25 فردًا من 5 دول (بلغاريا والمكسيك والفلبين ورومانيا وأوكرانيا). ونتقدم بالشكر لكل من ساهم في تحقيق هذا الإنجاز، سواء في اليمن أو في أي مكان آخر. فحتى في الأوقات العصيبة، يمكن للجهود…
— Badr Albusaidi – بدر البوسعيدي (@badralbusaidi) January 22, 2025

وكان المسلحون الحوثيون قرصنوا السفينة المتخصصة في نقل السيارات، في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، واحتجزوا الطاقم الذي ينتمي إلى جنسيات متعددة.
وتعود ملكية السفينة «غالاكسي ليدر»، المرتبطة بإسرائيل، والتي ترفع علم الباهاما، إلى شركة «راي كار كارز»، وتديرها شركة «إن واي كيه».
وتوقع المصدر أن تعيش الجماعة الحوثية خلال الفترة المقبلة مزيداً من الارتباك والتخبط، فمن جهة قد تضطر إلى التصعيد العسكري في البحر الأحمر لمواجهة الحصار والعزلة المفروضين عليها، إلا أنها ستفقد مبرراتها تماماً في حال نجحت الهدنة في غزة بين إسرائيل وحركة «حماس»، ومن جهة أخرى قد تعود إلى العمليات العدائية الإقليمية.
الوفد العماني الذي توسط للإفراج عن طاقم «غالاكسي ليدر» خلال مغادرتهم مطار صنعاء (إعلام حوثي)
ولفت المصدر إلى أن الجماعة الحوثية باتت في حاجة ملحة إلى العودة للتفاوض مع الجميع وتقديم التنازلات، لكن بعد فوات الأوان، على حدّ تعبيره، «فإدارة ترمب لا ترغب في التعاطي معها، وهو ما سيؤثر على مواقف الكثير من الأطراف والدول في الإقليم والغرب».
تنازلات غير مجدية
كان جدعون ساعر، وزير الخارجية الإسرائيلي، رحب، الخميس، بقرار ترمب تصنيف الجماعة الحوثية منظمة إرهابية، والذي جاء بعد شهر من إصداره تعليمات للبعثات الدبلوماسية الإسرائيلية في أوروبا، بالسعي لتصنيف الجماعة تنظيماً إرهابياً، بوصفها تشكل تهديداً، ليس لإسرائيل فحسب، بل أيضاً للمنطقة والعالم بأسره.
ويرجح الباحث والأكاديمي عبد القادر الخراز في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن القرار الأميركي كان جاهزاً للإعلان عنه منذ الساعات الأولى لتولي ترمب رئاسة الولايات المتحدة، إلا أن تفاهمات إقليمية وغربية أجّلت الإعلان عنه إلى حين ضمان الإفراج عن طاقم السفينة (غالاكسي ليدر) وسلامتهم، ما مثّل إغراءً للجماعة الحوثية بعدم صدور القرار، فسارعت إلى إطلاقهم لإبداء حسن النوايا.
مجسم للسفينة المختطفة «غالاكسي ليدر» أعده الحوثيون للاستعراض به في صنعاء (إعلام حوثي)
وخلُص الخراز إلى احتمال أن تكون مساعي الوسطاء الإقليميين حاولت تجنيب الجماعة الحوثية العقوبات الأميركية المشددة، وإتاحة فرصة للحوار معهم، إلا أن ذلك لم يعد متاحاً في عهد الرئيس ترمب، متمنياً ممارسة المزيد من الضغوط على الجماعة الحوثية في سبيل تخفيف المعاناة التي فرضتها على اليمنيين.
يشار إلى أن المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، كان قد أبدى استحسانه إفراج الجماعة الحوثية عن طاقم السفينة (غالاكسي ليدر)، ووصف ذلك بأنه «خطوة في الاتجاه الصحيح»، و«خبر سار يضع نهاية للاحتجاز التعسفي والبُعد الذي عانى منه الطاقم وأسرهم لأكثر من عام».
وحثّ غروندبرغ الجماعة على الاستمرار في هذه الخطوات «الإيجابية» على كافة الملفات، بما في ذلك إنهاء جميع الهجمات البحرية التي تشنها، لتهيئة مساحة للوساطة، وتسهيل استئناف العملية السياسية اليمنية التي طال انتظارها.
وشكر المبعوث الأممي سلطنة عُمان على جهودها «الحثيثة والدؤوبة» في الدعوة إلى إطلاق سراح طاقم السفينة ودعمها الثابت في الدعوة إلى إطلاق سراح أفراد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والبعثات الدبلوماسية المختطفين لدى جماعة الحوثيين منذ أشهر.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.