بعد فشل محاولة الانقلاب في جمهورية الكونغو الديمقراطية، يعيش البلد حالة توتر أمني متوتر، خاصة بعد انتشار وحدات من الجيش في الشوارع وحول القصر الرئاسي في العاصمة كينشاسا. تمكن المسلحون من الهجوم على القصر وقتل زعيم المحاولة الانقلابية، مما أدى إلى إصابة 4 أشخاص بينهم، وهو ما جعل سكان المدينة يخشون من تصاعد العنف واندلاع اقتتال داخل العاصمة. تعيش الكونغو الديمقراطية بالأصل في أزمة سياسية، وتشهد البلاد معارك عنيفة مع متمردي “حركة إم 23” وهجمات إرهابية من تنظيم “داعش” على الحدود مع أوغندا.
تم اعتقال 40 شخصاً لهم صلة بالهجوم الفاشل، بينهم مواطنين أميركيين وبريطانيين، وفتح الجيش تحقيقاً في هذه الحادثة. كما تم اعتقال مجموعة من الناشطين في المجتمع المدني بتهمة تنظيم مظاهرات مناهضة للسلطة، وتظل البحث جارياً عن المتورطين المحتملين في الهجوم. تأكيداً على استقرار البلاد والتمسك بالمؤسسات الدستورية.
زعيم المحاولة الانقلابية، العسكري السابق كريستيان مالانغا، قتل أثناء هجومه على القصر الرئاسي رغم أنه كان مطلوباً للعدالة الكونغولية منذ عام 2010 وعاش في الولايات المتحدة. يثير تصرفه استغراب الصحفيين والمراقبين الذين يتساءلون عن كيف تمكن من دخول البلاد وتنفيذ الهجوم دون تدخل السلطات.
رغم تركيز الصحافة المحلية على وجود حاملي جوازات أميركية ضمن المنفذين المحتملين للانقلاب، فإن التعليق الوحيد من الولايات المتحدة كان من السفيرة في كينشاسا الذي عبرت فيه عن صدمتها وقلقها من تورط مواطنين أميركيين في الهجوم، مؤكدة على التعاون مع السلطات المحلية في التحقيقات. تلقت العملية الفاشلة انتقادات واسعة من المجتمع الدولي، مما دفع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي إلى التنديد بالعمل وتهنئة الجيش الكونغولي على إحباطها.
بتعدد القضايا والتحديات التي تواجه الكونغو الديمقراطية، يتساءل العديد من المراقبين عن مدى استقرار البلاد وقدرتها على التغلب على الأزمات المتعددة التي تعصف بها. يعاني البلد من حالة من التوتر السياسي والأمني، ويتوقع الكثيرون حدوث مزيد من التطورات المثيرة للجدل في المستقبل القريب.














