Summarize this content to 2000 words in 6 paragraphs in Arabic
سلطان بن فهد لـ«الشرق الأوسط»: كأس العالم للقوارب ثمرة اهتمام ولي العهد
أبدى الأمير سلطان بن فهد بن سلمان، رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للرياضات البحرية والغوص، فخره بالإنجازات الرياضية المتلاحقة للمملكة، مشيراً إلى أنه «خلال عشرة أيام فقط أصبح لدينا بطلان سعوديان؛ يزيد الراجحي في الراليات، ومشاعل العبيدان في القوارب الكهربائية، في تأكيدٍ عالمي أن السعودي قادر على المنافسة».
كان الأمير سلطان قد شارك في تتويج الفائزين في بطولة العالم للقوارب الكهربائية بجدة (إي 1) التي أحرز لقبها فريق «أيوكي ريسينغ» بقيادة كل من مشاعل العبيدان وزميلها الإسباني داني كلوز. وسط حضور جماهيري كبير يشير إلى الشعبية المتنامية لهذه الرياضة في المملكة إلى جانب رياضات أخرى بدأت في الانتشار شيئاً فشيئاً في مواكبة طموحة لـ«رؤية المملكة 2030» التي وضعت للرياضة وأنشطتها حيزاً لا يستهان به في أجندتها.
الأمير سلطان بن فهد بن سلمان أكد أن مشاعل كانت متميزة منذ اللقاء الأول (الاتحاد السعودي للرياضات البحرية)
وقال الأمير سلطان في حوار خاص لـ«الشرق الأوسط» حول انطلاق الاستضافة السعودية لهذا النوع من الرياضات: «في عام 2020 كان الاتحاد السعودي للرياضات البحرية والغوص قيد التفاوض مع إحدى شركات تصنيع محركات القوارب التي تمكنت من صنع محرك مائي كهربائي بالكامل، ولكن لم يكن عالي الجودة، وحالما علمنا برغبة أليخاندرو أقاق ورودي باسو في إطلاق بطولة العالم للقوارب الكهربائية، تواصلنا معهما فوراً، لإقامة أول سباقات البطولة في جدة، وكان عراب (رؤية المملكة 2030)، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، أكبر داعم لاستضافتنا هذه البطولة الكبرى والأولى من نوعها». وأضاف: «أتحدى أي جهة في العالم أن تستطع تنظيم البطولة مثلما فعلنا، بفضل من الله ثم بتمكين قيادتنا». وتابع: «الثقة التامة والإيمان الكامل من قيادتنا حوّلا أحلامنا وطموحاتنا إلى واقع نعيشه ونفتخر به».
وعن سبب اختيار الاتحاد السعودي للرياضات البحرية والغوص مشاعل العبيدان بالتحديد لتمثيل السعودية في هذه البطولة الكبرى، أكد أن مشاعل كانت متميزة منذ اللقاء الأول، إذ سألته قبل ذلك إذا ما كان يريد أن تقود القارب للقيادة فقط أم للتنافس على الألقاب؟ وعندها علم أنها الشخص المناسب لتمثيل المملكة خير تمثيل في أولى بطولات القوارب الكهربائية.
وقال: «أردنا رؤية قدراتها في الموسم الأول، وعند وصولنا إلى ختام الموسم عُقد اجتماع مع إدارة الفريق، إذ أجمع الكل في هذا الاجتماع على أن مشاعل تملك القدرة والطموح لتحقيق أهداف الفريق وللتحسن وتطوير أداء الفريق بشكل رائع، والآن أثبتت مشاعل أن اختيارها كان صائباً.
وحول مبادرة «التأثير الأزرق» التي أُطلقت من بطولة «إي 1» منذ الموسم الأول في العام الماضي، التي تطمح إلى إنتاج أفكار ومبادرات تساعد على استعادة البيئة الطبيعية وكيفية عكس الضرر البيئي الناتج من التلوث وارتفاع درجات حرارة الكرة الأرضية، قال: «تهدف بطولة العالم للقوارب الكهربائية من خلال هذه المبادرة إلى استقطاب الأفكار المبدعة التي من شأنها إنقاذ البيئة البحرية من عواقب الاحتباس الحراري، وأوصي كل من يمتلك أفكاراً حول هذا الأمر أن يزور موقع البطولة ويدوّنها حتى يستفيد منها الجميع».
جانب من مراسم التتويج في بطولة العالم (الاتحاد السعودي للرياضات البحرية)
وعن كبير علماء بطولة «إي 1» البروفسور في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية «كاوست» الإسباني كارلوس دوارتي، قال: «شخصياً أعدّ كارلوس دوارتي مكسباً كبيراً لجامعة (كاوست) ولنا كسعوديين، فهو يرى نفسه سعودياً، حيث غيَّر اسمه إلى خالد الأندلسي، ولو سأل أحد كارلوس إن كان يريد العيش في دولة أخرى سيكون جوابه أنه لا يرى نفسه يعيش في أي مكان آخر سوى المملكة لأنه أصبح جزءاً من الشعب وثقافته».
ووجَّه الأمير سلطان الشكر إلى جميع زوار وحضور سباق بطولة جدة للقوارب الكهربائية، مؤكداً أنهم الداعم الأساسي، وقال: «لولا توفيق الله ثم هؤلاء الناس الذين حضروا البطولة سواء سعوديين أم أجانب لتشجيع الفرق لَمَا ظهر الحدث بهذا الجمال وهم أحد العوامل الأساسية لإقامة هذه البطولة».
وقال: «اليوم السعودية تعد منزل الجميع، وهذا طموحنا، وعندما تسأل الأجانب الذين يعيشون هنا: إلى متى يودّون الإقامة في السعودية؟ ستكون إجابتهم الأكيدة أنهم يرون أنفسهم يعيشون بقية حياتهم في السعودية، ورغبتهم هذه لم تأتِ من فراغ بل لوجود البيئة المناسبة والأمان العالي الذي تتمتع به بلادنا بفضلٍ من الله ثم قيادتنا الحكيمة».
وأشار الأمير سلطان إلى أن استضافة الأحداث الرياضية يسهم في زيادة عدد السياح والاحتفاء بهم وضيافتهم بأفضل ما لدينا.
وواصل حديثه في هذا الشأن: «الكثير من الأشخاص كانوا يسألونني عن السعودية وزيارتهم لها، وكنت دائماً أخبرهم بأن يذهبوا إليها دون توقعات وإنني متأكد أن قناعاتهم ستتغير بالكامل، والجميع بلا استثناء بعد تجربة الثقافة السعودية حقيقةً كانوا يعودون إليَّ ليخبروني بأن التصور والتوقع الذي كان لديهم يختلف تماماً عمّا رأوه بأعينهم، وكانت هناك جملة واحدة يقولها الجميع هي أنهم لم يسبق لهم تجربة الحفاوة والضيافة الموجودة في السعودية في أي مكان في العالم».
وعاد الأمير سلطان لحديث عن البطولة قائلاً: «بعد الفوز كنت أقول لمشاعل إن صيغة السؤال اختلفت الآن وأصبح: كيف نستطيع زيادة عدد انتصاراتنا؟ وهنا يكمن الفرق الجوهري، لأن الإيمان والقدرة أمامنا واضحان وضوح الشمس، وحقيقة لا يستطيع أحد إنكارها».
الأمير سلطان بن فهد بن سلمان أكد أن مشاعل كانت متميزة منذ اللقاء الأول (الاتحاد السعودي للرياضات البحرية)cut out
وأكد: «السعوديون يمتلكون إمكانية الفوز في كل وقت، وأنا متأكد من أن هناك كثيرين آخرين يستطيعون الوصول إلى ما وصل إليه البطلان يزيد الراجحي ومشاعل العبيدان، لذا أتمنى أن يبادروا في البداية بالخطوات الأولى ويتواصلوا معنا أو مع الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية أو التدرب في الأماكن المخصصة».
وعن ارتباط الأمير سلطان بعالم البحار، قال إن هذا الشغف بدأ منذ عمر العاشرة حينما كان في رحلة لأستراليا مع والديه، وإنه عندما كان يسبح في البحر رأى إحدى الأسماك الكبيرة، وحينما شاهدها والداه أخرجاه من البحر كي لا تؤذيه، وبعد ذلك أجرى بحثاً عن السمكة التي لفتت انتباهه وكانت أحد أنواع أسماك القرش المسالمة، وأشار إلى أنه «منذ تلك اللحظة علمت أن عالم البحار هو عالمي، ومنذ عمر الخامسة عشرة بدأت في رحلات الغوص إلى أعماق البحار حتى الآن».
وتابع: «عدد رحلات الغوص التي قمت بها تتجاوز الألف رحلة حتى اللحظة، وفي كل تجربة كنت أرى أمراً مختلفاً وأجمل من المرة السابقة، وذلك من بديع خلق الله في أعماق بحاره».
وقال: «من قدرة الله العظيمة وخلقه الدقيق الجميل في البيئة البحرية أنه لو غاص المرء كل يوم في نفس المنطقة سيجد أمراً مختلفاً ومميزاً بكل تأكيد».
وعن أي بحار العالم يفضل الغوص في أعماقها، تحدث قائلاً إن «كل بحر يتميز بمميزات مختلفة ويمتلك سلبيات أخرى مختلفة»، مشيراً إلى أنه «من المؤسف حالياً أن الكثير من البيئة البحرية تموت بسبب ارتفاع درجات الحرارة في الكرة الأرضية والتلوث البيئي»، منوهاً إلى أن الجميع عليه اتخاذ الخطوة لحماية البيئة البحرية.