بعد أن صارت الرأسمالية عرضة لهجمات التقنيات الرقمية، بدأنا نسمع وسنستمع بكثرة عن الحديث عن نهاية الرأسمالية تماما كما حدث مع نهاية الاشتراكية السوفياتية. هناك العديد من المفاهيم والتأملات حيث يتوقع البعض نهاية الرأسمالية بناء على رؤية انتقامية مناهضة للتجربة الاشتراكية، بينما يعتمد البعض الآخر على فكرة الحتمية التاريخية التي تقول أن أي نسق فكري ينتهي في النهاية ليحل محله نسق جديد. هذه الأفكار هي تطور لنظرية الديالكتيكا الهيجلية التي تمتد من القرن التاسع عشر.
عندما ننظر إلى الفضاء الثقافي والمثقفين، نجد أنهم لم يكونوا بعيدين عن استكشاف جوهر الرأسمالية وتأثيراتها على حياة الناس اليومية. المثقفون يظهرون عنتاً في قبول الأفكار بسهولة ويميلون إلى تحليل ودراسة الأفكار بعمق. الكتب تعتبر البضاعة الأساسية للمثقفين وتعكس تباين الرؤى نحو الرأسمالية عبر العديد من الكتب التي تتناول الموضوع بطرق مختلفة.
يعكف المؤلفون على تقديم وجهات نظر متباينة حول الرأسمالية، من خلال كتب مثل “قوة الرأسمالية” و”رأسمالية النسور”، التي تبرز وجهة نظر المؤلفين سواء كانوا مناصرين للرأسمالية أو مناهضين لها. تظهر هذه الكتب تباين الآراء بين المثقفين الذين يحبون الرأسمالية وبين الذين يكرهونها ويعتبرونها جزءًا من النظام الحالي.
تاريخيًا، يعود الجذور الفكرية والأخلاقية للرأسمالية إلى البروتستانتية وتطورت بوصفها منهجًا عمليًا على مر السنين. تغيرت الرأسمالية مع بروز النيوليبرالية وتحولت إلى نظام اقتصادي يعتمد على السوق والتنظيم الذاتي. هناك نقاشات حول مدى تأثير الرأسمالية على التوزيع العادل للثروة وتركيزها في أيدي القلة الغنية.
بينما كانت الماركسية تتمتع بجاذبية فكرية وأخلاقية لدى المثقفين، إلا أن تطبيقاتها العملية أظهرت أن الرأسمالية كانت أكثر كفاءة في تلبية احتياجات الناس. ومع ذلك، يظهر ازدواجية في تقييم المثقفين للرأسمالية، حيث يعترفون ببعض مزاياها ولكنهم يرى العيوب الإنسانية التي قد تأتي معها، مما يجعلهم يقفون في موقف متناقض بين القبول والرفض.
في القرن الحادي والعشرين، أصبحت الثقافة أقل طهرانية وأكثر ربطًا بخلق الثروة الحقيقية. المثقفون يسعون الآن للحصول على حصتهم المشروعة من الثروة العالمية، مما يجعلهم ينخرطون في مجالات متعددة من أجل كسب المزيد من المال. هذا الاتجاه يعكس تغيرات في علاقة المثقفين مع الرأسمالية ويوضح كيف يسعون لتحقيق مكاسب شخصية من خلال النشر والترويج.
