تزايد حضور الصين في العقود الأخيرة بشكل كبير، حيث تضاعفت قدراتها الاقتصادية والصناعية والتقنية والتجارية. وأصبحت الصين حاضرة في كل بيت ومزرعة ومشفى ومدرسة، مما جعل من النموذج الصيني نموذجا مثاليا للتنمية. تميزت تلك النموذج بجذورها الثقافية والحكمة الصينية، إلى جانب عبقرية الصين في مجال الابتكار والاختراع، مما جعل المنتجات الصينية علامة ثقافية على مستوى العالم.
حددت الأمم المتحدة عام 2030 كموعد للقضاء على الفقر في العالم، ووضعت هدف “القضاء على الفقر” في قائمة أهداف التنمية المستدامة. ورغم تحقيق تقدم محدود في هذا المجال، إلا أن وباء كوفيد 19 أدى إلى تفاقم مشكلة الفقر في العالم. وعلى الرغم من هذا التحدي، تمكنت الصين من القضاء على الفقر وتحقيق انتصار كامل في معركتها ضد الفقر، وذلك رغم تأثرها بالوباء كما تأثرت بقية دول العالم.
اعتمدت الصين نموذجا اقتصاديا ريفيا للحد من الفقر والتخفيف من حدته، من خلال التنمية الإقليمية الشاملة. تم تحديد خط الفقر ورفعه تدريجيا مع العمل على إزالة الفقر من القرى والمحافظات والأقاليم. ومنذ عام 1986، تم رفع خط الفقر تدريجيا حتى وصل إلى مستوى مُقبول عام 2011. وبدءاً من بداية القرن الحالي، بدأ النموذج الصيني يركز على بناء مجتمع رفيد للحياة بشكل شامل، من خلال الاستهداف الفعال للقرى والمحافظات الفقيرة للقضاء على الفقر.
تبنت الصين استراتيجية فعالة للحوكمة الصينية للفقر، وتمكنت من القضاء عليه وتحقيق انتصار ملحوظ قبل الموعد العالمي المحدد للقضاء على الفقر. في حين فشلت العديد من الدول الأخرى في تحقيق التقدم في هذا المجال، بسبب استمرارها في الاعتماد على اقتصاد استعماري يؤدي إلى زيادة الفقر وتفاقم المشكلات الاجتماعية. وتظهر حرب الكيان الصهيوني على غزة الفجوة الواضحة بين الإدعاءات الغربية والأفعال الواقعية، مما يثير تساؤلات حول الفعالية والإنسانية لتلك الحكومات.
لقد قامت الحكومات الغربية الاستعمارية بإدارة اقتصاد استعماري يعتمد على استمرار الحروب وانتشار الإرهاب في المناطق العربية والأفريقية، مما يتنافى مع قيم حقوق الإنسان ومعايير القانون الدولي. وعلى الرغم من تحرر هذه الحكومات من الاستعمار، إلا أنها لم تتخلى عن سياساتها الاستعمارية واستمرت في استغلال الدول النامية لصالح اقتصادها، دون مراعاة لحقوق الإنسان أو مبادئ العدالة الاجتماعية.
في النهاية، من المهم فهم الفجوة الكبيرة بين ادعاءات الحكومات الغربية وسياستها الواقعية، والتأمل في التجربة الصينية الناجحة في القضاء على الفقر وتحقيق التنمية. فالحكومات التي لا تزال تعتمد على الاقتصاد الاستعماري لن تكون قادرة على مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية بفعالية، بينما تظهر الصين كنموذج ناجح في تحقيق الازدهار بمواجهة التحديات العالمية بطريقة مستدامة.













