Smiley face
حالة الطقس      أسواق عالمية

شهدت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في السودان، مواجهات دامية وحرب شوارع يوم الجمعة الماضي، حيث تصاعدت الاشتباكات بين قوات الدعم السريع والقوات المشتركة المتحالفة مع الجيش السوداني. وتقول المصادر إن عدداً من المواطنين قتلوا جراء القصف العشوائي والقذائف والرصاص الطائش في عدة أحياء بالمدينة، مما أثار حالة من الرعب بين السكان.

وأعلنت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في إقليم دارفور أن حوالي 60% من سكان معسكر “أبو بالمنطقة.. شوك” بالفاشر فروا من العمليات العسكرية والعنف. وأشارت التقارير إلى فرض رسوم على الفارين من منطقة النزاع، حيث تم إغلاق الطرق الرئيسية وزيادة العوائق في الحركة بسبب النشاطات العسكرية.

وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان، فإن الحالة الإنسانية في الفاشر والمناطق المحيطة بها قد تدهورت بشكل كبير، حيث يعيش حوالي 800 ألف مدني في هذه المنطقة تحت تأثيرات مباشرة للنزاع. ووصف مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين التقارير الواردة من الفاشر بأنها “مروعة”، مع تقارير عن هجمات مميتة على المدنيين وقصص عن الاستهداف العرقي ومخاوف كبيرة بين السكان.

ويحذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية من أن الطرق الرئيسية خارج الفاشر مغلقة أو تحتوي على عقبات تعيق الحركة وتجعلها غير آمنة، نتيجة لنشاطات أطراف النزاع والجماعات المسلحة. ويشير التقرير إلى اتساع نطاق الاشتباكات في مناطق مختلفة من المدينة، مما يزيد من تأثيرات النزاع على المدنيين ويزيد حالة الخوف والقلق بينهم.

تعتبر المواجهات العنيفة التي تشهدها مدينة الفاشر خطيرة جداً، حيث يتعرض السكان المدنيون لهجمات مميتة وقصف عشوائي، مما يدفعهم للفرار من المنطقة نحو معسكرات النازحين واللاجئين في الإقليم. وينبه خبراء الأمم المتحدة إلى أن هذه التطورات قد تؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني بشكل أكبر وتعرض حياة المدنيين للخطر بشكل متزايد.

وفي ظل هذه الأوضاع المأساوية، تستمر محاولات تحقيق الاستقرار ووقف التصعيد العسكري في الفاشر والمناطق المحيطة بها. وتحث الجهات المعنية على التدخل السريع والفعال لحل الأزمة وحماية السكان المدنيين من العنف والاشتباكات الدامية التي تهدد حياتهم وأمانهم. ويجب على المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية العمل بشكل مشترك وتكثيف الجهود للحد من التدهور الإنساني وتوفير المساعدات للمتضررين والنازحين في هذه الظروف الصعبة والمعقدة.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.