خلال اليومين الماضيين، كشفت أحزاب سياسية، تمثل الأغلبية في البرلمان الجزائري، عن نيتها دعم الرئيس عبد المجيد تبون لولاية جديدة، رغم عدم إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة. قد أجتمعت هذه الأحزاب لتشكيل ائتلاف أحزاب الأغلبية من أجل دعم تبون، مما أثار تخوف المعارضة من عودة نموذج “التحالف الرئاسي” إلى الساحة السياسية.
توقع المستشار الإعلامي بلقاسم جير من التجمع الوطني الديمقراطي أن تتوافق الأحزاب على دعم شخصية معينة خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، تحت اسم ائتلاف أحزاب الأغلبية. يثير هذا التحالف مخاوف المعارضة التي ترى فيه عودة وضعية سياسية قديمة، وتدعو إلى توسيع فضاء الحياة السياسية والإعلامية في البلاد.
منذ تولي تبون الحكم، حاول تحرير العلاقة بالممارسات السياسية التي كانت سائدة خلال ولايات بوتفليقة، لكن الأحزاب الأربعة التي فازت بغالبية مقاعد البرلمان ما زالت تدعم الرئيس. يرى الناشط السياسي سيف الإسلام بن عطية أن هذا التحالف يهدف إلى حفظ الدور السياسي للأحزاب دون التوجه نحو السلطة.
تنقسم الأحزاب في الجزائر إلى أربع فئات حسب بن عطية، منها الأحزاب التابعة للسلطة والتي تحكم ولا تحكم، والأحزاب الوظيفية التي تلعب أدواراً معينة، والمعارضة الراديكالية التي تسعى لتغيير الممارسات غير الديمقراطية، وأخيراً الأحزاب المجهرية التي تظهر في الانتخابات فقط.
تطالب الأحزاب بفتح المجال السياسي وتحرير الحياة السياسية من الممارسات غير الديمقراطية. يعتبر القيادي في حزب العمال، رمضان يوسف تاعزيبت، أن الديمقراطية الحقيقية تعتبر أمناً قومياً يجب على الجميع الدفاع عنها للحفاظ على سيادة البلاد وتكاملها.
يعلن الأستاذ توفيق بوقاعدة في جامعة الجزائر عن إغلاق المجال الإعلامي والسياسي في البلاد، ويتوقع أن تزيد تحالفات الأحزاب تعقيد المشهد السياسي وتقلص المشاركة الانتخابية. يرى أن الأحزاب الموالية للسلطة لا تزال تحاول تقديم الخدمات لها دون المشاركة في صناعة البرامج السياسية.













