تعرضت المنظومة الصحية في قطاع غزة لهجمات مباشرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، حيث تم استهداف المستشفيات والمراكز الصحية بالاغتيال والاعتقال. وأحد الضحايا البارزين لتلك الهجمات كان رئيس قسم العظام بمستشفى الشفاء الدكتور عدنان البرش الذي استشهد تحت التعذيب في معتقل عوفر بعد اعتقاله في ديسمبر الماضي. ورفضت سلطات الاحتلال تسليم جثمانه لعائلته، واضطرت زوجته للموافقة على تشريح الجثمان فقط.
في شهادة مؤثرة، كشف الدكتور جمال نعيم عن تعرض بيته لقصف إسرائيلي مما أسفر عن استشهاد والدته و3 من بناته و3 من أحفاده. وأكد أن الاحتلال كان يستهدف الشخصيات الاعتبارية والكفاءات الطبية، حيث تم اعتقال واغتيال العديد من الأطباء نائمين مع عائلاتهم. وشخص الوضع الحالي بالقطاع الصحي بالكارثي، مشيرا إلى تدمير العديد من المؤسسات الصحية واحتياجها لسنوات لإعادة بنائها، لكنه أكد أن التضحيات التي يقدمها الطواقم الطبية ستبقى هي الثمن البسيط لتحرير فلسطين.
وكانت إحصاءات وزارة الصحة في غزة تشير إلى استشهاد أكثر من 493 من الطواقم الطبية وأصحاب الاختصاص الطبي وإصابة 600 آخرين جراء القصف الإسرائيلي. وأشارت الإحصاءات إلى اعتقال 310 من أفراد الطواقم الطبية دون معرفة مصيرهم. وتوقفت معظم المستشفيات عن الخدمة بسبب القصف والحصار ونقص الوقود والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى تدمير العديد من المؤسسات الصحية وسيارات الإسعاف.
يعاني سكان قطاع غزة من نقص حاد في الرعاية الصحية جراء هذه الهجمات، حيث لا تستطيع المؤسسات الصحية تلبية الاحتياجات الطبية الأساسية للمواطنين. وتطالب العائلات المتضررة بتسليم جثامين أقربائهم الذين استشهدوا واعتقلوا خلال الحروب والاعتداءات، لكن السلطات الإسرائيلية ترفض تلبية هذه المطالب. وتزداد الأوضاع الإنسانية سوءا في القطاع بسبب استمرار الحصار والهجمات على المنشآت الطبية والطواقم الطبية.
بالرغم من الصعوبات التي يواجهها القطاع الصحي في غزة، يستمر الطواقم الطبية في تقديم الخدمات الضرورية للسكان رغم الظروف الصعبة. وتظل التضحيات التي يقدمها الأطباء والممرضين في القطاع هي السبيل الوحيد للحفاظ على تقديم الرعاية الصحية للمرضى والمصابين. ويرفع المجتمع الدولي دعواته باستمرار لإنهاء الحصار على غزة ووقف الهجمات على المنشآت الصحية لضمان تلبية الاحتياجات الطبية الضرورية للسكان.














