أعلن الدفاع المدني في شمال قطاع غزة أنه تم انتشال مئات الشهداء في جباليا ولاتزال هناك ضحايا تحت الأنقاض، بسبب القصف العنيف الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي على المدينة، حيث دمرت أكثر من 300 منزل حتى الآن. بدأ الجيش الإسرائيلي عمليات توغل جديدة في جباليا قبل 8 أيام بغطاء ناري كثيف، مستهدفا المنازل والبنى التحتية في المنطقة التي يعيش فيها مئات الآلاف من السكان والنازحين إليها.
تأثرت الخدمات الطبية في شمال قطاع غزة بتهديدات وقصف الجيش الإسرائيلي، حيث خرج مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا عن الخدمة، وتعرضت مستشفى العودة في تل الزعتر بجباليا للقصف من قبل دبابات ومدافع الاحتلال. الدفاع المدني أشار إلى أن هناك أحياء وشهداء تحت الأنقاض في المناطق التي تعرضت للقصف الإسرائيلي، ما يجعل من الصعب الوصول إليهم، وأكد أن المنطقة أصبحت منكوبة بالكامل.
في سياق متصل، شهدت شوارع العجارمة اشتباكات عنيفة بين مقاومين وجيش الاحتلال، إلى جانب القصف الجوي والمدفعي الكثيف الذي طال مناطق عدة في شمال قطاع غزة. قناة الأقصى أوضحت أن الطائرات الإسرائيلية شنت غارات في العديد من المناطق في محيط مخيم جباليا، وأن مدافع الاحتلال تستهدف مناطق أخرى شرق جباليا.
تعود الحرب الإسرائيلية على غزة إلى 7 أكتوبر الماضي، وقد خلفت أكثر من 114 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى نحو 10 آلاف مفقود ودمار هائل ومجاعة تسببت في وفاة العديد من الأطفال والمسنين. تواصل إسرائيل القصف رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف العمليات العسكرية فورًا، ورغم تحذيرات محكمة العدل الدولية باتخاذ إجراءات لمنع جرائم الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني في غزة.
مراسلو الجزيرة أكدوا أن المقاومة في جباليا تشديدة بشكل كبير وأكثر تعقيدًا من الوضع في خان يونس، حيث تمكنت كتائب القسام وسرايا القدس من استهداف مقر قيادة العمليات الإسرائيلي شرق جباليا بقذائف الهاون. وقد نشرت كتائب القسام مشاهد تظهر استهداف دبابتي ميركافا وناقلة جند بالإضافة إلى توجيه صاروخ “سام-7” صوب طائرة مروحية من طراز “أباتشي”.
بالرغم من الجهود الدولية لجلب وقف فوري للقتال وتحسين الظروف الإنسانية في غزة، يواصل الجيش الإسرائيلي الهجمات على المدنيين والبنى التحتية في القطاع، مما يعرض حياة الآلاف للخطر ويزيد من معاناة الشعب الفلسطيني.
