لم ينجح شيوخ قبائل ليبيا في طي النزاع السياسي الذي يعاني منه البلاد منذ سنوات، حيث لم تكن الاجتماعات والاجتماعات التي عقدتها القبائل فاعلة بما يكفي في تقريب وجهات النظر بين المتنازعين على السلطة. وتمثل هذه الاجتماعات محاولة لوضع حد للانقسام السياسي الذي يعاني منه البلاد، إلا أن الخلافات الجوهرية لا تزال مسيطرة على الساحة السياسية بسبب وجود حكومتين تنافستا على السلطة.
وقد عُقد أحد هذه الاجتماعات في مدينة بني وليد وضم وفودًا من مختلف المناطق الليبية، حيث تناولت النقاشات قضايا تتعلق بالانتخابات والتوحيد المؤسسات الليبية، إلا أن مراقبين يرون أن هذه الاجتماعات تنتهي بيانات تتم تلاوتها ولا تحقق أهدافها المعلنة. وتزداد الانقسامات في ليبيا بسبب وجود حكومتين تتنافسان على السلطة في وقت تستمر فيه الصراعات المسلحة والكوارث في البلاد.
وعلى الرغم من دور القبائل في عقد الاجتماعات والمحاولات للتوصل لحلول سياسية، يشير رئيس حزب “صوت الشعب” فتحي عمر الشبلي إلى أن القبائل لم يعد لها أي تأثير منذ ثورة 2011. ويعتبر الشبلي أن التعويل على القبيلة لإيجاد حلول سياسية بعد تفاقم الصراعات وتفشي السلاح لم يعد فعّالا بل أصبحت الأمور تحكمها جهات قوية ماليًا وعسكريًا.
وفي الاجتماع الذي عُقد في بني وليد، انتقد المشاركون بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ووصفوها بأنها تلعب دورًا سلبيًا في الوضع الراهن في البلاد، مع توالي الحكومات على البلاد منذ سقوط نظام معمر القذافي. ويُشير الحضور إلى ضرورة أن تكون البعثة شريكًا فعّالًا في بناء القرارات والحكومة والانتخابات، وإذا لم تكن كذلك يجب إزالتها من الساحة الليبية.
وتجدر الإشارة إلى أن الانتخابات الليبية تأجلت بسبب غياب التوافق بين الأطراف السياسية على الأسس القانونية للانتخابات، وهو ما زاد من حالة الترقب في البلاد ودفع بالمشاركين في الاجتماعات إلى الانتقاد لعدم تفاعل القبائل في حل الصراعات الحاصلة.













